لجين المليحان – حرية برس:
بدأت قوات الأسد وميليشياته حملة عسكرية شرسة تهدف للسيطرة على تجمع قرى وبلدات الحرمون في ريف دمشق الغربي “بيت جن ومزارعها، ومغر المير، والتلول العسكرية” مع بداية شهر أيلول من العام الجاري.
وشنت قوات الأسد حملتها العسكرية على المنطقة، بغية إخضاع الثوار على القبول بالمصالحة، بدءاً بتركيز القصف على المدنيين، بعد أن قامت بنقل قواتها من الغوطة الشرقية التي هدأت جبهاتها، باستثناء محور إدارة المركبات وجوبر وعين ترما.
حيث أوضح أبو خطاب المتحدث باسم اتحاد قوى جبل الشيخ في حديث لحرية برس أنه تم يوم أمس توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، ومهلة للقبول بشروط المصالحة المفروضة من قبل قوات الأسد، ووضع ثوار المنطقة أم ثلاثة خيارات: إما أن يسلم الثوار سلاحهم الثقيل والمتوسط ويسمحوا لقوات النظام الدخول والتمركز في المواقع التي خسروها عام 2012، أو خيار الرحيل والتهجير من بيت جن إلى درعا، أو إدلب كما هجر ثوار حمص وداريا ومضايا، أو البقاء في المنطقة والمقاومة حتى النهاية.
وقال المتحدث: وعلى ذلك فقد وجد الثوار في “بيت جن” أنهم أمام خيارين، وهما: عدم الاستسلام أو الرضوخ للمصالحة والبقاء في المنطقة حتى آخر نفس، أو الرحيل، معتبراً أن كلا الخيارين أفضل من المصالحة مع القاتل والرضوخ لذله، وذلك بعد أن فقد الثوار أملهم في أن تتحرك فصائل الجنوب لفتح الطريق وفك الحصار عنهم، حيث أن فصائل الجنوب رضخت للأوامر الخارجية بحسب قوله.
وحول أسباب تقدم قوات الأسد على حساب الثوار؛ أوضح المتحدث أن بلدات “كفرحور، وبيت تيما، وبيت سابر، وسعسع” وافقت على المصالحة مع قوات الأسد مع بداية العام الجاري، بينما رفض أهالي بيت جن ومزارعها ذلك، وقام بعض الأشخاص الذين كانوا ينتمون لفصائل ثورية في تلك المناطق، بالوقوف ضد الثوار ضمن مايدعى بـ”فوج الحرمون” المؤلف من حوالي ألف مقاتل غالبيتهم كانوا صمن الفصائل الثورية الموجودة في منطقة “بيت جن”، ولكنهم ينتمون للبلدات التي قبلت بالمصالحة،
وأضاف أبو خطاب أن “فوج الحرمون” الموالي “للأسد” قام بمساعدة قوات الأسد وميليشياته، وتحديداً الفرقة السابعة والفرقة الرابعة وهي مايعرف بقوات الغيث القادمة من محور جوبر ضمن تدوير القوات، بالاضافة الى رأس الحربة في الإقتحام الميليشيات الايرانية وميليشيات حزب الله اللبناني التي تعمل تحت مظلة مليشيات الدفاع الوطني في التقدم على منطقة بيت جن.
وأكد المتحدث استحالة السيطرة عسكرياً على بيت جن، بسبب طبيعة الجغرافية الصعبة في المنطقة، ولكن قوات الأسد تفرض حصاراً على المنطقة مع قطع الإمدادات، الأمر الذي جعلنا سهل مهمتم في ظل تخاذل على صعيد المنطقة وعلى الصعيد الدولي.
وأشار إلى خسارة الثوار بداية الحملة العسكرية على المنطقة، أكثر من 140 شهيد و250 جريح، وتعاني المنطقة من ظروف صعبة، في ظل الحملة والحصار المفروض عليها، خصوصا مع دخول فصل الشتاء والبرد القارس، الذي يزيد من معاناة أهالي المنطقة بشكل عام والمدنيين خاصة.
وتعتبر بيت جن منطقة استراتيجية لجبل الشيخ، بحكم قربها من الحدود اللبنانية وهي ذات غالبية سنية، تحيط بها قرى ذات غالبية من الطائفة الدرزية كقرى “الحاضر، ومغر المير”، وقد وقف بعض الشبيحة من الطائفة الدرزية مع مليشيات الأسد، وساهموا في إجهاض مشروع الثوار بتحرير هذه المنطقة، لا سيما بعد سيطرة الثوار على مغر المير قبل سنوات.
عذراً التعليقات مغلقة