هارتز: تحدٍ جديد لإسرائيل على حدود الجولان

فريق التحرير21 ديسمبر 2017آخر تحديث :
اسراء الرفاعي
جنود من جيش الاحتلال الاسرائيلي في هضبة الجولان المحتل قرب الحدود مع سوريا – Getty

اعتبر الكاتب الاسرائيلي “عاموس حارل” في مقال له بصحيفة “هارتز” أنه بعد غزو كل من حلب، ديرالزور، والرقة فإن نظام الأسد مستعد لخطوته المقبلة، وسيتعيّن على إسرائيل الآن إعادة النظر في سياستها، حيث إن نظام الأسد يستعد لتوسيع المنطقة التي يسيطر عليها في جنوب سوريا، بالقرب من حدود إسرائيل.

ورجح الكاتب أن يبدأ نظام الأسد والميليشيات الداعمة له هجوماً على المعارضة المسلحة بالقرب من حدود لبنان بمحاذاة جبل الحرمون، وقد يحاولون في وقت لاحق التقدم نحو الجنوب على طول الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

واعتبر أن إسرائيل اتخذت موقفاً أكثر صرامة ضد نظام الأسد في السنوات الأخيرة، والآن يتوجّب عليها إعادة النظر في سياستها، ولاسيما بعد وصول المئات من الأفراد المنتمين للتنظيمات المتطرفة –التي تم تصنيفها كأفراد من القاعدة وداعش– إلى المنطقة.

وأضاف: كان الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل في الجولان مستقراً نسبياً في العام الفائت، حيث سيطر نظام الأسد على الجانب الشمالي، إضافة إلى القواعد العسكرية في الحرمون والقنيطرة الجديدة، كما كان هناك مقاطعتان أحدهما درزية في قرية حضر، والأخرى سنية في القرى الممتدة على طول الحدود مع اللبنانية. ويسيطر على الجيب الجنوبي المتمثل بمثلث حدودي مع إسرائيل والأردن “جيش خالد بن الوليد” التابع ل”داعش”.

ويبدو أن المنعطفات الدراماتيكية في الحرب السورية قد تؤثر على التطورات على الحدود مع إسرائيل. فقد يدفع التحريض الجوي الروسي، والميلشيات التي ترسلها إيران الأسد إلى التقدم الذي يحتمل أن يكون بالقرب من إسرائيل. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء لن يكون واضحاً وكما عادة سوريا فإنه يمكن تأجيله، إلا أن ذلك يعني أن جيش الأسد سيهدف أولاً إلى استعادة الجزء الجنوبي من الحدود السورية-اللبنانية ، قاطعاً بذلك الإمدادات عن قوات المعارضة في لبنان مرة واحدة وإلى الأبد. وإذا نجح في ذلك فقد يحاول الأسد في وقت لاحق إبعاد التنظيمات المعارضة من جنوب الجولان أيضاً.

وفي الوقت نفسه، فإن هزيمة “داعش” لها آثار أخرى على المنطقة القريبة من حدود إسرائيل، حيث وصل مؤخراً مئات المقاتلين اللاجئين من المعارك التي خسرتها “داعش” إلى الجيب الجنوبي عبر الحدود مع الأردن.

ويُقدّر وجود حوالي 1000 مقاتل يعملون تحت كنف فرع “داعش” المحلي. كما عززت مجموعة أخرى تابعة لتنظيم القاعدة وجودها في الجزء الأوسط من الحدود مع إسرائيل.

وبينما سجل الأسد مكاسبه في العام الماضي، وسارعت الميليشيات الشيعية والحرس الثوري الإيراني إلى المشاركة في القتال ، حذّر القادة الإسرائيليون من النفوذ الإيران في سوريا، ولاسيما تقدمها باتجاه الحدود الإسرائيلية. ولكن الوضع مختلف الآن، فأولاً إن تجمع المقاتلين المتطرفين ممن تُعتبر أيديولوجياتهم معادية للغاية لإسرائيل من شأنه أن يخلق إمكانيات للإرهاب بالقرب من الحدود.

ثانياً هناك سؤال حول فيما إذا كان تقديم المساعدات الإنسانية للتنظيمات السنية المحلية من شأنه أن يضع إسرائيل في موقع تصادم مباشر مع الأسد وإيران. وفي هذا السياق تتباين الآراء في مؤسسات الدفاع والمؤسسات السياسية، حيث أن أحد الآراء يؤيّد الإبقاء على المساعدات الإنسانية للقرى السنية ، ويلاحظ القلق من أنه في حال وسّع نظام الأسد نفوذه بالقرب من الحدود، فإن الإيرانيين والميليشيات المرتبطة بالأسد ستظهر أيضاً.

ويشير آخرون إلى أن عودة نظام الأسد من الممكن أن تحقق استقراراً فعلياً على الحدود مما يردع التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة ولاسيما “داعش”.

وعلى أية حال، فإن استئناف الصراع الداخلي في سوريا بالقرب من الحدود سيتطلب بوضوح من إسرائيل أن تكون في حالة تأهب خاصة وأن تُعيد النظر في مواقفها.

وتكرر إسرائيل التأكيدات على الدروز، حيث تحدث في الأسبوع الماضي وزير الدفاع الإسرائيلي “أفيغدور ليبرمان” ورئيس الأركان “جادي إيسنكوت” وغيره من كبار مسؤولي الدفاع مع القادة والضباط العسكريين المنحدرين من الطائفة الدرزية عقب الأزمة التي بدأت في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني. -حيث شنت هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الحر هجوماً على بلدة حضر ذات الأغلبية الدرزية بهدف كسر طوق الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على الغوطة الغربية- وقد أثارت التطورات الأخيرة في جنوب سوريا المخاوف بين القادة الدروز الإسرائيليين بأن أفراد المجتمع المحلي سيحاصرون بين قوات المعارضة ونظام الأسد. وفي اجتماعهما أكد كل من “ليبرمان” و “ايسنكوت” مرة أخرى التزام إسرائيل بالطائفة الدرزية.

ولا يزال عدم الاستقرار في الجنوب السوري يثير قلق الأردن أيضاً، حيث كتب الصحافي “بسام بدارين” في صحيفة القدس العربي هذه الأسبوع أن المملكة الأردنية تشعر بالنبذ على الرغم من أنها توصلت إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة و روسيا في اتفاق تم توقيعه الشهر الماضي لإنشاء مناطق تخفيف النزاع في جنوب سوريا.

وكتب “بدارين” أن قائد سرايا القدس في الحرس الثوري الإسلامي “قاسم سليماني” يواصل تشجيع الميليشيات الشيعية للتسرب إلى مدينة درعا على الحدود مع الأردن، مما يعرض المملكة الهاشمية للخطر، في حين تتركها القوى العظمى للتعامل مع هذه المشكلة بنفسها.

المصدر هارتز - ترجمة حرية برس
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل