إلى أين تتجه الاحتجاجات في إقليم كردستان العراق؟

فريق التحرير19 ديسمبر 2017آخر تحديث :
المظاهرات في مدينة السليمانية – روداو

سامية لاوند – حرية برس:

تشهد غالبية مدن إقليم كردستان العراق منذ يوم الإثنين تظاهرات حاشدة، تطالب الحكومة بتحسين الوضع الاقتصادي، وعدم تأخير رواتب الموظفين الحكوميين، وجاءت ردود الأفعال على الاحتجاجات قوية حيث نجم عن ذلك وقوع قتلى وجرحى بالعشرات.

حيث قتل 8 أشخاص وجرح العشرات من المتظاهرين جراء إطلاق النار من قبل حراس أمن المباني والمؤسسات الحكومية، أثناء محاولتهم الدفاع عن أنفسهم، وتفريق المتظاهرين، بحسب مصدر مسؤول في مدينة السليمانية لحرية برس.

وانحصرت المظاهرات الاحتجاجية على ثلاثة مدن بمحافظة السليمانية وهي (حلبجة، رانية، كفري) إضافة إلى (كويسنجق) التابعة لمحافظة أربيل.

وأقدم المحتجون على إضرام النار بقائم مقامية بلدة (كويسنجق)، في حين تقول السلطات أنها حاولت حماية المؤسسات الحكومية عبر تفريق المتظاهرين بعد إطلاق عيارات نارية في الهواء في ساحة السراي بالسليمانية.

وأصدرت حكومة إقليم كوردستان اليوم الثلاثاء، بياناً دعت فيه المتظاهرين إلى الابتعاد عن العنف والكف عن حرق المباني والمؤسسات الحكومية والخدمية، وجاء في نص البيان :”يؤمن برلمان كوردستان النابع من إرادة وصوت شعب كوردستان، تماماً بحق التظاهر للمواطنين، ويعده حقاً مشروعاً لشعب كوردستان، بالتعبير عن مشكلاته ومطالبه بطريقة سلمية ومدنية وبعيداً عن العنف”.

وأضاف البيان :”إن برلمان كوردستان ينسق مع رئاسة حكومة الإقليم والأطراف السياسية وفي اتصال دائم معها، لاتخاذ خطوات جدية وحقيقية، لحل المشاكل وتحقيق مطالبكم المشروعة”.

ودعا رئيس الوزاء العراقي حيدر العبادي سلطات إقليم كردستان العراق إلى احترام التظاهرات السلمية التي خرجت اليوم.

دوافع سياسية

اعتبر الباحث القانوني محمود سارممي في حديث لحرية برس أن ما يحصل في السليمانية والمناطق التابعة لها كان متوقعاً؛ لأن طهران وبغداد لم تحققا كل الوعود التي قد وعدوا بها حزب الاتحاد الكوردستاني، وأضاف: “هناك حرب في السليمانية، والهدف منها هو قطع يد أو النفوذ الإيراني، ويوم أمس قد بدأت هذه اللعبة بمظاهرات كما تدعى سلمية، ولكنها ليست سلمية أبداً، بل هي تخريبية، لقد انقلب السحر على الساحر؛ فبدلاً من الحد من سلطة الحزب الديمقراطي الكورستاني والسيطرة على أربيل قد خسروا السليمانية وخسروا أنفسهم”.

ويبدو أن المظاهرات ليست لغايات اقتصادية فقط، بل لها أبعاد سياسية، ومما يزيدها تفاقماً هو تحريك الجانب الاقتصادي أي “إمساك المواطن من اليد التي تؤلمه” لأن آثار الرفض لحكومة إقليم كوردستان وقرارها منذ 16/ أكتوبر المنصرم بالانفصال عن العراق كان محط الرفض لدى بغداد وحزب الاتحاد الوطني الذي مقره مدينة السليمانية، إضافة إلى دولتي الجوار إيران وتركيا.

حيث اعتبر مصدر مسؤول في مدينة السليمانية في حديث لحرية برس “أن المظاهرات التي خرجت هي بتدبير إيراني بحت، وبمساعٍ من بعض الأطراف الكوردية المعارضة لحكومة الإقليم، وقد بدأ ذلك يظهر بعد 16 أكتوبر وتوجهوا إلى الخطة (ب) بعد فشلهم في إحباط الخطة (أ) وتقوم هذه الخطة على إثارة المواطنين من خلال خلق الفوضى الاقتصادية المتمثلة بتأخير الرواتب لكي يظهروا حكومة الإقليم بموقف الضعيف”.

وبحسب أحد المتظاهرين فإن الوضع المادي لديهم “متأزم وليست لهم أية غايات سياسية سوى الالتزام بدفع الرواتب الشهرية للموظفين الحكوميين”، مشيراً بالقول إلى أن “ثلاثة أشهر بالنسبة لنا زمن طويل فالشتاء البارد لا ينتظر سوى أن يولد الأمراض”.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل