بمجرد ذكر اسم سوريا تزدحم كلمات الغزل السورية في بالنا، فنحن شعب يدخل الحب بكلّه .. ولطالما كانت سوريا وما زالت قصة الحب الوحيدة المباركة والمعلنة في حياة كلّ منا، فُقنا في غرامها شهداء الحب ومجانين الشعر.
فنحن شعب إذا عشق يغازل بكلمات الموت “تشكل آسي”، “تقبرني”، وفي الواقع أضحى الشعب السوري يُشبه ذلك العاشق المُوّله، وغدت سوريا الحب المضني الذي استنزف إقبالنا على الحياة طوال 7 سنوات، فأمسينا جثث أرواح لكن دون أن يُنثر على شاهدة عمرنا أي ورود، سوريا التي غمرتنا بالياسمين لم تغطي قبر أحلامنا ولا حتى بزهر الآس الذي يُشيّع به الموتى!
تتقاذفنا موجات المفاوضات السياسية والمصالح الدولية من جهة، وعنف الحنين لهذه المعشوقة من جهة أخرى، دونما أفق أو حتى شاطئ نلقي عليه أحمال حبنا.
وفي سوريا نُغازل المحبوبة أيضاً ب “تسوين قلبي” على طريقة أهل دير الزور، وبالحديث عن الوطن فقد افتديناه بأكثر من قلوبنا، كانت حياتنا، مستقبلنا، دماؤنا، وحتى فرحنا قرباناً له، ولكنه لم يكتفِ بكل هذا.
وكأيّ عاشق يشتكي ألم الصبابة رحنا نرسم خطانا على أوراق التاريخ، ونسترجع لحظات كان القدر فيها يبارك حبّنا للوطن، ونستجدي الزمن أن يعود الوصال في الوقت الذي تشتعل فيه جذوة الحب وتستفز بكاءنا أطلال “أيام العز”.
وككلّ قصص الحب الخالدة لابدّ أن يقودنا هذا الحب للجنون أو الانعتاق عن كل مظاهر الحياة، و “نهوى النوم في غير حينه لعلّ لقاء في المنام يكونُ”، ونعيش أحلام اليقظة لنمارس حب الوطن خلسة عن أيدي القدر السوداء .
في محراب سوريا كلنا عاشقون غيّب عنا حبها مذاق الحياة السوية، ومازلنا ننتظر أن تومئ لنا بقلبها، مازلنا نستجدي عطفها، وأن تبادلنا الحب.
عذراً التعليقات مغلقة