عائشة صبري – حرية برس:
تعد جبهة الأصالة والتنمية من التشكيلات العسكرية التي برزت على الساحة السورية خلال سنين الثورة، ويعتبر أمينها العام الشيخ “خالد الحمّاد” من الشخصيات السياسية الناشطة، لا سيما في مجال محاربة الفكر المتطرف.
والحماد من مواليد مدينة البوكمال في دير الزور، درس الشريعة وحصل على ماجستير في القضاء والسياسة الشرعية، وهو عضو مجلس عشائر وقبائل الفرات، ورئيس الجالية السورية الحرة في الكويت منذ 2012.
“حرية برس” أجرى حواراً مع “خالد الحمّاد” الأمين العام لجبهة الأصالة والتنمية، وتحدث معه حول مجريات الأحداث الميدانية والسياسية الأخيرة المتعلقة بالشأن السوري.
- ما وضع نشاط جبهة الأصالة والتنمية العسكري حالياً .. وهل هناك معارك مرتقبة أم بات الأمر رباط جبهات فقط؟
** حالياً لا يوجد نشاط عسكري، والعمل مقتصر على الرباط على المواقع المتواجدة فيها جبهة الأصالة، فالمناطق السورية لا يوجد قتال سوى في غوطتي دمشق الشرقية و الغربية وشرق حماة. قد يكون هناك معارك مرتقبة حسب الأوضاع السياسية، وبأيّ لحظة ممكن أن تختلف الأمور أو يختلف الحلفاء الدوليون، معارك أو مستجدات على الساحة السوريّة، كلّ شيء متوقّع.
- كيف ترون اتفاق خفض التصعيد المنبثق عن مؤتمر أستانة عموماً.. وخاصة بالنسبة لجيش التوحيد شمال حمص التابع لكم؟
** بالطبع موضوع خفض التصعيد هو موضع يشمل عموم سوريا، و نحن في ريف حمص لا نستطيع أن نغرّد خارج السرب بأن نُشعل جبهة، بعد التوقيع على الاتفاق، وعموماً خفض التصعيد أعطى أماناً للشعب السوري وحالة من الاستقرار في المناطق المشمولة، لكن بالمقابل نظام الأسد لم يلتزم به مثل حمص ودرعا خرقه بشكل جزئي، بينما في الغوطة الشرقية لم يلتزم به أبداً، خفض التصعيد جيّد لبداية الحلّ السياسي، لكن النظام ليس جادّاً ولم يكن على قدر المسؤولية.
- هل تعتقد أن مفاوضات جنيف الحالية مُجدية؟ وكيف تنظر لتوحّد المعارضة مع منصتي موسكو والقاهرة؟
** لا يوجد طريق للحلّ السياسي سوى جنيف، وبالتالي يجب أن يكون وفد تفاوضي للمعارضة هناك، فنحن أصحاب حقّ ولن نهرب من المعركة السياسية، طبعاً منصتا موسكو والقاهرة سقفهما ضعيف جداً ولا يصل لبقية المعارضات الأخرى، لكن تبقيان ذريعة للنظام وروسيا بحجة تشتيت المعارضة، ولذلك وجودهما مع المعارضة في مؤتمر الرياض قد أطرهما في إطار سقف الثورة ومتطلبات المعارضة الحقيقية.
- كيف تقرأون غياب وفد النظام عن المحادثات ثم عودته لحضورها؟
** النظام لا يقوى على المواجهة، وهو سياسياً ضعيف ويهرب من المواجهة لأنّه لا يريد أن يتنازل ويبدأ مرحلة جديدة، فهو يريد أن يبقى الحاكم الأول المستبد والطاغي تحت سلطة أسرة واحدة “الأسد” بحكم الحديد والنار والأفرع الأمنية، وكلما أطال الحرب سيطر على المناطق الخارجة عن سيطرته، وروسيا وإيران تضغطان عليه بالمفاوضات لأنّهما الداعمتين له وبخروجها سيسقط حتماً خلال أيام.
- كيف تقرأ اقتراب تنظيم الدولة من حدود إدلب في الوقت الذي ينسحب فيه من دير الزور؟
** اقتراب “داعش” من إدلب لم يكن مصادفةً بل هو بتنسيق مع إيران والنظام وقد تم نقل مقاتليه إلى هذه المناطق، فالطريق الوحيد المفتوح أمام “داعش” والمسموح له أن يأتي إليه هو إدلب، وهو محاط من النظام بكلّ الجهات يقع في حاضنته مما يدلّ على تنسيق كبير بين الطرفين وأنّ النظام هو من يدعمه بتلك المنطقة، وبدل مهاجمة “داعش” يفتح له طريق الإمداد من أجل التقدّم إلى إدلب، وهو سيناريو شبيه بسيناريو المنطقة الشرقية تحديداً دير الزور عام 2014 عندما أنهى “داعش” الجيش الحرّ .. يريدون تكرار السيناريو في إدلب للقضاء على جبهة النصرة والجيش الحرّ، وإدخال التنظيم لتبدأ بعدها معركة محاربة الإرهاب من النظام و حلفائه، طبعاً النصرة لا تفرق كثيراً عن “داعش” ولكنّها أبدت مرونة كبيرة في هذه المرحلة، بالنهاية هي و “داعش” سيان، بالمقابل هناك جيش حرّ موجود وقوّي على الأرض، فالهدف هو إنهاء هذا الجيش وإنهاء معبر حدودي مهم يُغذي منطقة مهمّة جداً وفيها أكثر من ثلاثة ملايين سوري، ولذلك الحرب على إدلب يعني القضاء على معقل مهم من معاقل الثورة.
- كيف تلقيت تصريحات طلال سلو؟ ما هدف “قسد” من معاركها بدير الزور بعد الرقة؟
** تصريحات طلال سلّو وانشقاقه كان متوقعاً وسنرى المزيد من الانشقاقات في صفوف قوّات سوريا الديمقراطية في المرحلة القادمة، وهدف “قسد” من دير الزور كان معاونة النظام في القضاء على “داعش” في المنطقة الشرقية وتسليم المناطق التي تسيطر عليها بريف دير الزور وخاصة الشرقي، وأيضاً محافظة الرقة للنظام بالمرحلة القادمة ربّما عبر صفقة سياسيّة أو ضغط دولي، والجميع يعلم التعاون الكبير بين “قسد” والنظام، فجميع الفروع الأمنية والمطار العسكري والمربع الأمني في الحسكة كلّها محمية من قبل “قسد”.
- ماذا تقول للشباب المنضمين لمليشيا “قسد” من العشائر؟
إنّ انضمامهم خطأ كبير، “قسد” بعيدة جداً عن الثورة وأهدافها وأتمنى من جميع أبناء العشائر المنضمّين إليها تركها، وأيضاً للأسف لا يوجد مكان لهم و لا حاضنة حتّى الآن لهم كنّا نتمنّى أن يكون دعم لأن يكون هناك محور ثالث يقاتل “داعش” بدير الزور وهو الجيش الحرّ لكن لم تكن هناك إرادة دوليّة في هذا الاتجاه.
- ما دور وجهاء العشائر إزاء نازحي دور الزور مع بدء إخلاء “قسد” للمخيمات جنوب الحسكة مؤخراً؟
** الحقيقة وجهاء العشائر لا يملكون أيّ شيء من دعم أو قوّة عسكرية أمام مساعدة النازحين أو الوقوف في وجه “قسد” ومخيماتها المزعومة، والتي تدّعي زوراً أنّها إنسانية، وهي مخيمات ذلّ للأهالي تحصّل “قسد” من خلالها دعماً ضخماً من الأمم المتحدة كما يتقاضون إيجارات من الأهالي، وهي عبارة عن معتقل للسوريين ولا يخرج منها النازح إلا بعد دفع أموال طائلة لهذه المخيمات والحواجز المحيطة بها، و من الطبيعي أن لا يكون للوجهاء أيّ دور سوى من لديه علاقات ب”قسد” أو غيرها، ولكن أيضاً لا يستطيعون التأثير في “قسد” أو النظام ، النظام يستخدم بعض وجهاء العشائر كوسيلة لجمع المقاتلين فقط والترويج إعلامياً، والحقيقة من يعمل مع “قسد” من العشائر هو يعمل مع النظام وبشكل شخصي ولا يوجد وجهاء حقيقيون يعملون لأجل المواطن السوري أو لأجل الثورة.
- العبادي أعلن السيطرة على كامل الحدود العراقية مع سوريا.. كيف يؤثر ذلك على سوريا من حيث تحقيق أهداف إيران؟
** العبادي أعلن انتهاء “داعش” في العراق وكذلك روسيا أعلنت انتهاءها من سوريا، وهذا الإعلان يدلّ على أنّ هناك شيء جديد يُحضّر له على مستوى سوريا والعراق، لكن لم تتضح صورته بعد، هل هو حلّ سياسي أم سيطرة إيرانية كاملة بدعم روسي، يوجد سيناريوهات كثيرة، ومنها حلّ سياسي يسحب البساط من تحت الميليشيات الشيعية، وأعتقد أنّ الحرب على الميليشيات الإيرانية أو إخراجها باتت قريبة جداً، وهذا الأمر يدعو للتفاؤل.
عذراً التعليقات مغلقة