أنس علاوي – برلين – حرية برس:
قدم “أحمد دنو” إلى ألمانيا عام 2015، وهو ابن مدينة حلب، دفعته الظروف إلى اللجوء والبحث عن مكان أكثر أمناً، ليؤسس منصة لمساعدة اللاجئين العرب في ألمانيا.
يقول أحمد أنه في ظل أزمة اللجوء التي شهدتها ألمانيا في السنوات الأخيرة واستقبالها لأعداد كبيرة من اللاجئين الذين يبحث معظمهم عن حياة آمنة بعيداً عن الحرب، يكتشف هؤلاء بعد وصولهم أن التحدي قد بدأ للتو.
كيف بدأت الفكرة؟
يقول أحمد: “عند وصولي عملت متطوعاً كمترجم عربي انكليزي في مراكز إيواء اللاجئين (هايمات) وتطوعت في عدد كبير من المنظمات الألمانية، وفي هذا الوقت خطرت لي فكرة بعد ملاحظة وجود عدد كبير من العرب الوافدين الجدد في المانيا ممن لا يملكون الفكرة الكاملة عن القوانيين والمسؤوليات والصعوبات التي كانت تنتظرهم بعد مشقة الحرب والسفر”.
ويضيف: “من هنا بدأ هدفي بإنشاء موقع الكتروني بعد أن لاحظت أنني بشكل يومي أقوم بمساعدة أكثر من شخص من أجل إعطائهم المعلومات والمسؤوليات المترتبة عليهم واتخذت قراراً بجمع هذه المعلومات على منصة واحدة لكي أتيح للجميع متابعة المعلومات بشكل دقيق وباللغة العربية، وبدأت بالعمل على الفكرة كمشروع صغير بعد أن تواصلت مع عدد كبير من الأشخاص السوريين وجنسيات عربية أخرى، وأصبح العدد الذي شاركني وشجعني على الفكرة قرابة 30 شخص وكان بينهم عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين أصحاب الخبرة السابقة في بلادهم، وأصبح هذا حافزاً كبيراً بالنسبة لي لكي ابدأ”.
الانطلاق
يضيف أحمد: في أيلول/ سبتمبر وبعد أن شكلنا فريقاً وأصبح الهدف مكتملاً، أنشأنا المجلة وآمنت بأن هذا المشروع سيكون احترافياً وناجحاً بسبب تواجد الكفاءات، وبدأت العمل لكي أحصل على تمويل وبدأت في الترخيص في ذلك الوقت، وفعلاً حصلت على الترخيص في شباط 2017 وشاركت ببعض المسابقات من أجل كسب تمويل وأطلقنا الموقع في ذات الشهر”.
الصعوبات
وعن الصعوبات التي تواجههم، يقول أحمد: “واجهتنا عدة صعوبات بدءاً من شهر شباط/ فبراير 2017 ولغاية شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه، بسبب اللغة والتمويل والعلاقات العامة والطباعة وكيف سنبدأ، وقد بدأ بعض المتطوعين بالانسحاب ولكن هذا لم يجعلني أتوقف عن حلمي في تحقيق فكرتي التي أريد أن تصبح حقيقة”.
حول مجلة “إيد بإيد”
يؤكد أحمد أن المنصة مستقلة لا تنتمي لتيار سياسي أو حزبي، وأن أغلب الصحفيين الموجودين فيها يكتبون بحرية تامة ويحاولون من خلال المجلة مناقشة قضايا المجتمع العربي، وإيصال أصواتهم، فهم يعملون على ترجمة المقالات والفيديوهات إلى اللغة الألمانية لإيصال معاناة اللاجئين إلى الشعب الألماني وتسليط الضوء على قضاياهم.
ويضيف: بعد عناء طويل أطلقنا العدد الأول من المجلة ليصبح الحلم حقيقة واستطعنا إيصال أكثر من 8000 نسخة مطبوعة لأكثر من 65 مركز إيواء للاجئين (هايمات)، وأكثر من 2000 نسخة للمقاهي والمطاعم والمراكز الثقافية والأماكن الذي يرتادها العرب وأماكن تعلم اللغة الألمانية وبإمكان أي شخص الحصول عليها مجاناً.
ويوضح أن الفريق يضم عدة أقسام احترافية: قسم التحرير، الفيديو، الإخراج، الإدارة، التصميم والطباعة، وكل شخص في مكانه المناسب حسب اختصاصه.
ويقول أن 85% من الفريق هم من القادمين الجدد إلى ألمانيا ممن يحملون معهم أحلامهم بمستقبل أفضل، ويعتبر أنه “من المهم إيصال صورة أننا كجاليات عربية بإمكاننا أن نعمل مع بعضنا البعض وبشكل احترافي ومن هنا جاءت تسمية إيد بإيد”.
وفي الختام يتوجه أحمد برسالة إلى اللاجئين: “ايد بإيد متاحة لتقديم يد العون والمساعدة لبعضنا البعض، وتفتح الباب أمامكم لبدء حياتكم الجديدة في ألمانيا”.
عذراً التعليقات مغلقة