حرية برس:
بعد أكثر من ثلاث سنوات على خروجه من محافظة إدلب، يحاول تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” العودة بهجمات شرسة على قرى ريف ادلب الجنوبي الشرقي، بعد انتزاعه السيطرة على قرى ريف حماه الشرقي، إثر مواجهات دامية مع تحرير الشام، وسط تكتم إعلامي من جهة التنظيم، الذي فقد السيطرة على أغلب معاقله في المنطقة بين سوريا والعراق.
وتتزامن محاولات التنظيم مع محاولات حثيثة من قبل قوات الأسد بالتقدم من ريف حماة الشمالي نحو ريف إدلب الجنوبي، مدعومة بمليشيات إيرانية وغطاء جوي من العدوان الروسي.
واندلعت مواجهات عنيفة بين هيئة تحرير الشام من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى، يوم الأحد، عند تلة طليحات التابعة لناحية السعن شرقي حماة.
وسيطر تنظيم الدولة منذ بدء المعارك على قرى (عنيق، باجرة، طوطح، عبيان، ابو حويج، ابومرو، السميرية، الجديدة، الوسيطة، ابو كسور، الشلو، سروج، ابو خنادق، السميرية، الجديدة، طليحان، معصران، الزجاني، طوال دباغين) في ريف حماه الشرقي، بالإضافة إلى بعض القرى المتاخمة للحدود الإدارية لمحافظة إدلب، وماتزال المنطقة هناك تشهد معارك كر وفر بين تحرير الشام وتنظيم الدولة.
تنسيق غير معلن
بموازاة ذلك، تصدت فصائل من الجيش الحر، يوم الأحد، لمحاولة تقدم لقوات الأسد، على جبهة الحسينيات شرق حماه، وأسفرت المعركة عن تدمير دبابة، ومقتل عدة عناصر لقوات الأسد.
كذلك تصدت هيئة تحرير الشام لقوات الأسد التي حاولت التقدم نحو قريتي المشيرفة والظاهرية، اليوم الإثنين، وقتلت العديد منهم، وفق وكالة “إباء” المقربة من الهيئة.
ويرى مراقبون أن هناك تنسيقاً غير معلن بين تنظيم الدولة ونظام الأسد، متهمين الأخير بتسهيل عبور التنظيم نحو إدلب من مناطق سيطرته في ريف حماة، في محاولة لإلغاء اتفاق “خفض التصعيد” وإضفاء الشرعية على قصف المحافظة وبدء عملية عسكرية فيها.
خطر حقيقي يهدد المحافظة
الوضع الميداني يشير إلى إمكانية تقدم تنظيم الدولة، لا سيما مع وجود خلايا نائمة تتببع للتنظيم في إدلب، سواء من عناصر تنظيم جند الأقصى سابقاً أو الفرع المتشدد في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ممن ينتمون إلى التيار المتشدد.
وتتحمل هيئة تحرير الشام المسؤولية في ما آلت إليه الأمور، وهي التي لم توفر جهداً في سبيل فرض نفسها كلاعب وحيد وإثبات أنها الفصيل الأقوى في المحافظة، عبر محاربة فصائل الجيش الحر والفصائل الأخرى المعتدلة، بدءاً بجبهة ثوار سوريا وحركة حزم حتى حركة أحرار الشام الإسلامية.
كما أن الهيئة لم تبذل الجهد الكافي لملاحقة الخلايا المرتبطة بتنظيم الدولة، وساهمت إلى حد كبير في توفير الحماية خصوصاً فصيل (جند الأقصى) الذي انتهى به الحال ليصبح أحد مكونات الهيئة.
ويتخوف السكان في إدلب التي باتت تؤوي نحو ثلاثة ملايين إنسان من دخول عناصر تنظيم “داعش”، وهو ما سيوفر حجة جديدة لنظام الأسد لاستكمال مجازره وإبادة المدنيين هناك، بل والسعي إلى التوسع في المحافظة الوحيدة الخارجة عن سيطرته بالكامل.
Sorry Comments are closed