زينب سمارة – حرية برس:
خرج الفلسطينيون اليوم الخميس في مظاهرات عارمة في القدس والضفة والقطاع، تخللتها مواجهات مع جيش الاحتلال، احتجاجاً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
كما شهد حي الطور في مدينة القدس عملية اطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني ولم يتسنى لنا معرفة التفاصيل حتى لحظة كتابة الخبر.
وشهدت اليوم عدة مناطق في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، احتجاجات ومظاهرات فلسطينية واسعة، تحولت لمواجهات مع جيش الكيان الصهيوني المحتل، احتجاجاً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وسط مطالبات بتدخل عربي وإسلامي.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد دعت لمظاهرات جابت أرجاء الضفة الغربية، كان أبرزها في مدينتي نابلس ورام الله، أكد المتظاهرون خلالها رفضهم لقرار ترامب، ومطالبة القيادة الفلسطينية باتخاذ ردود فعل جدية.
كما اندلعت مواجهات عنيفة على حاجز بيت إيل قرب رام الله، قام الشبان خلالها برجم الحجارة وإشعال النار في إطارات السيارات، فقوبلوا بالرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، كما أفادت مصادر عن اعتقال أربعة من الشبان المشاركين في المواجهات.
وخلصت حصيلة مواجهات اليوم لأكثر من مئة مصاب تراوحت اصاباتهم بين الخفيفة والمتوسطة إضافة إلى حالة خطيرة واحدة حسب الهلال الأحمر الفلسطيني، تراوحت أسبابها بين الرصاص الحي، والمطاطي، والاختناق بقنابل الغاز.
وقد أكدت مصادر إصابة 12 فلسطينيا في قطاع غزة، خلال مواجهات جرت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال على السياج الحدودي للقطاع، حيث وصفت حالتهم بالمتوسطة، بينما سجلت حالة خطيرة واحدة إثر إصابة بطلق ناري في البطن. وكانت قوات الاحتلال قد شنت حملة اعتقالات ليلة أمس، تركزت في قرية قصرة التي حدثت فيها جريمة قتل المزارع الفلسطيني الأسبوع الماضي، لتصل عدد المعتقلين إلى 20 شخصا من القرية نفسها.
وشهدت القدس المحتلة منذ الصباح تجمهر الفلسطينيون أمام باب العامود، وأقاموا صلاة الظهر والعصر أمام جنود الاحتلال. كما شهدت أيضاً عمليات كر وفر بين شبان مقدسيين وقوات الاحتلال التي قابلتهم بالردع والقمع.
كما اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس ستة مقدسيين في مداهمات نفذتها في بلدتي جبل المكبر والعيساوية.
وأفاد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب في تصريحات صحفية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الناشط المقدسي إياد بشير والأسير المحرر رائد السلحوت، عقب اقتحام منزليهما بجبل المكبر.
وفي بلدة العيسوية شمال شرق القدس، داهمت قوات الاحتلال الليلة الماضية البلدة، واعتقلت أربعة فتية، ونقلتهما إلى أحد مراكز التحقيق بالمدينة.
وعلى إثر تلك المواجهات، أعلنت شرطة الاحتلال تعزيز قواتها في الضفة، تحسباً لأي انفجار في ردة الفعل في الفترة المقبلة، إضافة إلى تكثيف انتشارها على كافة مداخل البلدة المدينة والبلدة القديمة بالقدس، إضافة إلى تعزيز أعداد الجنود المتواجدين في محيط باب العامود، والتحقق من البطاقات الشخصية للمواطنين الداخلين والخارجين من المسجد الأقصى. كما أطلقت صفارات الإنذار في مستوطنات قريبة من السياج الحدودي لقطاع غزة، تحذيرا من إطلاق صواريخ من قبل المقاومة.
وحث القيادي في حركة حماس، اسماعيل هنية، اليوم، على إطلاق انتفاضة جديدة قائلا بأن ترامب “سيندم ندماً شديداً على فعلته، داعياً إلى أن يكون يوم غد “يوم غضب وبداية تحرك جديد لمواجهة مخططات الاحتلال في الضفة الغربية ومدينة القدس”. فليخرج شعبنا وأمتنا وليخرج كل أحرار العالم غداً. وأضاف أن جميع أذرع الحركة على أتم استعداد للانتقال للمرحلة القادمة، وتنفيذ أي أوامر تصدر لمواجهة الخطر الواقع على القدس العاصمة، مجدداً دعوته للسلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني.
وأجرت كتائب عز الدين القسام – الجناح المسلح لحركة حماس – اليوم عرضاً عسكرياً استعرضت فيه أهم أسلحتها، في إشارة للتأكيد على استمرارية المقاومة وإرسال رسائل تهديد للاحتلال.
يذكر أن الضفة الغربية والقدس اليوم، كانتا قد أعلنتا إضراباً عاماً، شل جميع مرافق الحياة، احتجاجاً على موقف أمريكا الذي صدر بالأمس، إلى جانب إضراب المدارس والجامعات عن الدوام، وقد جاء الإضراب بعد دعوة وجهتها الفصائل الفلسطينية لأبناء الشعب الفلسطيني لتكريس هذه الفترة للتظاهر والاحتجاج، إلى جانب إطلاق فصائل فلسطينية، على رأسها حركة حماس، دعوة للغضب غداً الجمعة انطلاقاً من مساجد الضفة الغربية.
عذراً التعليقات مغلقة