حين أعلن رئيس الولايات المتحدة الأميركية “دونالد ترامب” نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، لم يفكر بالإجابة عن السؤال التالي: ماذا ستفعل الشعوب العربية رداً على هذا الاعتراف؟
بكل وقاحة أعلن “ترامب” بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وليست عاصمة لفلسطين وهي لليهود فقط.
وبوقاحة أكبر قال أن هذه الخطوة ستعزز السلام بين إسرائيل المحتلة والسلطة الفلسطينية التي كانت مستسلمة لأبعد الحدود.
حين أعلن قراره كان مطمئناً إلى أن الحكام العرب الذين لم يتحركوا بالأصل لاحتلال فلسطين منذ 80 عام خوفاً على مناصبهم والكرسي الذي يجلسون عليه لن يتحركوا الآن، وهذا اليقين هو الذي جعله يقوم بهذه الخطوة، لكن المفاجأة أنهم تحركوا بكل صدق .. لقد أرسلت عدة دول عربية بيانات تنديد خجولة يدرك حتى الطفل الفلسطيني الذي أخرجه العدوان من منزله وهدمه أنها بلا جدوى.
أما أبطال الشعب العربي فهم الآن ينتفضون لنصرة القدس والقضية الفلسطينية، بتغيير صورهم الشخصية إلى “صورة للقدس مع كلام يقول القدس عاصمة فلسطين”، وهذا شيء مهم، يضحك ويبكي في آن.
يجب الاعتراف بأن تغيير الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي سيغير موازين العالم، كما أن هناك خططاً لهجوم ساحق وكبير من الفيسبوكيين العرب على حساب “ترامب” لتبدأ معركة التبليغات ضد صفحته، في محاولة للحصول على انتصار تاريخي بإغلاقها، وكأن هذا الهجوم سيجعله يتراجع عن قراره، كما تراجع الأسد عن قصف المناطق التي أشعلت الثورة ضده، وكما فتح الطريق إلى الغوطة الشرقية لإدخال المواد الأولية كالخبز والقمح والسكر إلى الأهالي وبأسعار رمزية أيضاً.
نحن بالنهاية يا سادة عندما نغضب نغير الصورة الشخصية على الفيس بوك، ونصدر بيانات إدانة وتنديد، هذا ما تقوله هذه الحملات!
فليطمئن الصهاينة.. لن تكون هناك ردة فعل من العرب غير الهجوم على صفحة ترامب والتبليغ عنها، فمن سكت عن احتلال فلسطين ومجازر الأسد، واحتلال إيران لأربع عواصم عربية، سيصمت عن تحويل القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني، ولن يتغير حال العرب حتى تزاح كافة الديكتاتوريات التي يجلس مجرمون على مقاعد الحكم فيها منذ أكثر من 40 سنة، وكان الله بعون الأحرار الفلسطينيين في معركة الدفاع عن بلدهم وعاصمتها والمطالبة بحقوقهم وحقوق لاجئيهم.
Sorry Comments are closed