الحراثة البدائية تعود لريف حمص من جديد

فريق التحرير7 ديسمبر 2017آخر تحديث :
اضطر المزارعون في ريف حمص الشمالي للعودة إلى الأدوات البدائية في الزراعة بسبب الحصار وارتفاع اسعار المحروقات – عدسة المعتصم بالله صويص

المعتصم بالله الصويص – حرية برس: 

باتت الزراعة في ريف حمص الشمالي المحاصر، عبء كبير على المزارع، رغم أنها من أهم الموارد لمعيشة معظم سكان الريف الشمالي.

ويعتمد معظم بل كامل سكان الريف الحمصي المحاصر على الزراعة، إلا أن عدم توافر الإمكانيات الحقيقية التي تدعم جهود المزارعين، لتحسين الأعمال الزراعية، ولتسويق انتاجهم، وبالتالي تحسين أوضاعهم المعيشية، حول الزراعة لعبء كبير على المزارعين حسب ما يقول أبو شاكر عضو تجمع فلاحي حمص الحرة، مضيفاً “لقد اضطر غالبية المزارعين للعودة إلى الطرق البدائية في زراعة ما تبقى لهم من أراضي” للتخفيف من “التكاليف الباهظة” التي يحتاجها المزراع أثناء اعداد أرضه للزراعة أو أثناء زراعة الأرض أو في الحصاد أو في الرعاية، مؤكداً أن معظمهم بات “يستخدم الحيوانات في حراثة الأرض بديلاً عن الآلات الزراعية بسبب الحصار وغلاء أسعار المحروقات”.

وأضاف إن عدم “تسويق المنتجات الزراعية لخارج المناطق المحاصرة، تسبب بتدني أسعارها، وأصبحت سلعة بخسة تباع كعلف للمواشي”، وتسبب بأثر سيء على المزارعين.

يفتخر عبدو حربا حين يمتطي بغلته ذاهباً إلى مصدر رزقه وعيشه عند أصحاب المزارع طيلة أشهر الزراعة، مقتنعاً بالأجر الزهيد الذي يناله ” أقبض على حراثة الدونم بالبغل مايقارب من 3 دولار بينما تصل أجرة الحراثة بالجرارات الحديثة إلى 10 دولارات”، مضيفاً أن من مميزات الحراثة بالحيوانات هو قلة تكاليفها وسهولة نقلها من مكان إلى آخر.

يؤكد أبو أحمد أنه يستخدم الحيوانات في عملياته الزراعية، رغم امتلاكه لجرار زراعي ومحاريث حديثة، كون الاعتماد على الحيوانات “أرخص بمقدار الثلث” ويضيف أن “انحسار مساحة الأراضي الزراعية القابلة للاستثمار ساهم في اعتمادي على الحيوانات”، أبو أحمد أحد ملاك الأراضي في ريف حمص الشمالي، وكان يملك مايقارب 60 دونماً، أما الآن فقد انسحرت مساحة الأرض القابلة للاستثمار فعلياً لأقل من ثلث المساحة المملوكة حقيقة، لأن الكثير منها أصبح تحت رحمة قناصي ميليشيلت النظام، والقسم الآخر أصبح مسرحاً للعمليات العسكرية، مما دفعه للبحث عن مصدر عيش آخر.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل