زينب سمارة – حرية برس:
ضجّ المجتمع الدولي مؤخراً بإعلان الرئيس الأمريكي ترامب نيته لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، في خطوة من شأنها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ضارباً بالرأي الدولي عرض الحائط.
فقد صرحت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني اليوم الثلاثاء، إن التفاوض يجب أن يكون على مقدمة الحلول المطروحة لحل قضية القدس.
بينما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن غضبه مشدداً على أن القدس “خط أحمر بالنسبة للمسلمين”، مهدداً الرئيس الأمريكي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وتعبئة شعوب العالم الإسلامي للتحرك ضد هذا القرار عن طريق تنظيم فعاليات مختلفة.
واعتبرت جامعة الدول العربية في ختام اجتماعها الطارىء، اليوم الثلاثاء، أن أي اعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيلهو “اعتداء صريح على الأمة العربية”.
وطالبت الجامعة الولايات المتحدة ب”الاستمرار في لعب دور إيجابي ونزيه ومحايد لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط”.
من جانبه أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة: “تلقى الرئيس محمود عباس اتصالا هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أطلع الرئيس على نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس”، وإن ترامب لم يقم بتحديد موعد معين للإعلان عن قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأضاف أبو ردينة أن الرئيس الفلسطيني قد “حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”. كما قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتوجيه رسالة للقنصل الأمريكي دونالد بلوم، يؤكد فيها على العواقب الوخيمة لنقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وأن تصرفاً كهذا يعد تهديداً حقيقاً لعملية السلام التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية راعية لها منذ البداية.
وأضاف الرئيس الفلسطيني في رسالته أن قراراً كهذا لن يمر بسلام على الشعب الفلسطيني أو شعوب العالم الإسلامي على حد سواء، فالقدس ليست عاصمة لفلسطين فحسب. وأنهى الرئيس رسالته بتأكيد طلبه للحكومة الأمريكية بالتراجع عن قرارها لتوفير أي فرص باقية للسلام وحقن التوتر الذي قد يتحول لانفجار بمجرد إعلان القرار.
كما تناقلت وكالات الإعلام الغربي أخباراً حول تأجيل ترامب إعلان قرار نقل السفارة، حيث قالت إن صهر ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، كوشنير، تهرب من الإجابة على هذا السؤال خلال أول ظهور علني له للتحدث عن عملية السلام في الشرط الأوسط. بينما ركز على أهمية توطيد العلاقة بين دولة الاحتلال ودول عربية كبرى، خاصاً المملكة العربية السعودية بالذكر، حيث نقل على لسان ملكها وولي العهد السعوديان أنهما يعتبران اتفاق السلام بين فلسطين ودولة الاحتلال أولوية قصوى، وأن للفلسطينيين الحق “بالأمل”.
جدير بالذكر أن المشروع الأمريكي هذا، قد دعم مؤخراً بمشروع آخر سعودي، يتضمن مقترحاً بنقل العاصمة الفلسطينية إلى بلدة أبو ديس المجاورة للقدس، وضم جزء من سيناء إلى غزة لإقامة الدولة الفلسطينية فيها، مقابل تضحية السلطة الوطنية الفلسطينية بحق العودة والتنازل عن المطالبة بأراضي الضفة التي ودرت من قبل قوات الاحتلال لبناء مستوطنان غير شرعية عليها. وقد أكدت مصادر من الكنيست الإسرائيلي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد رفض هذا المقترح، معتبرا أنه يخدم دولة الاحتلال أكتر من أي مقترح أمريكي قدم كحل للقضية الفلسطينية.
عذراً التعليقات مغلقة