ترجمة اسراء الرفاعي – حرية برس:
يشكل موضوع إعادة الإعمار تحدياً بالنسبة للأسد ، حيث يُطرح تساؤل هل يستطيع الغرب أن يزود نظام الأسد بالمال بعد أن قتل وجوّع وقصف شعبه حتى بالغازات السامة؟ أم أن الغرب سيتخلى عن الشعب السوري ليتركه يعيش على أنقاض المدن المدمرة خلال سبع سنوات من الحرب؟
يقول السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة “فرانسوا ديلاتر” : “إن كيفية مساعدة المدنيين السوريين المحتاجين بشكل أفضل من دون تعزيز نفوذ الأسد معادلة صعبة، لكنه المخرج الضيق الذي يجب علينا أن نجده”.
إن مصالح الحكومات الغربية كبيرة في هذا الشأن، حيث أن أي أمل في عكس مسار تدفق اللاجئين _ وهو مصدر قلق لكثير من السياسيين الأوروبيين _ يعتمد جزئياً على قدرتهم على إعادة ترميم سوريا. كما يمكن أن تكون عقود إعادة الإعمار مربحة للشركات الغربية.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا “ستيفان دي ميستورا” إن إعادة بناء سوريا سيكلف ما لا يقل عن 250 مليار دولار.
وقال البنك الدولي أن حوالي خُمس المساكن السكنية في سوريا قد تضررت. وقالت الأمم المتحدة إن واحدة من كل ثلاث مدارس قد دُمرت أو لحقها أضرار مادية، وأقل من نصف المرافق الصحية في البلاد فقط مازالت داخل الخدمة.
وفي حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، لا تزال إمدادات المياه التابعة للبلدية معطلة في أجزاء منها، مما يتطلب من لجنة الصليب الأحمر الدولية اللجوء إلى صهاريج المياه، وهي عملية مكلفة. وفي حمص لا يزال مركزها التاريخي عبارة عن أنقاض متراكمة.
بالنسبة للأسد فإن استراتيجية الحصار أثبتت بأنها أنجع وسيلة لانتزاع المدن والأحياء من أعدائه، وذلك من خلال تجويع المدنيين . وحتى مع اقتراب الحرب من نهايتها فإنه مازال يستخدم هذه السياسة التي يترتب عليها عواقب إنسانية وخيمة.
فقد أدى الحصار الذي فرضه النظام على الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق التي تسيطر عليها المعارضة إلى ما وصفته الأمم المتحدة مؤخراً بأعلى معدلات لجوع الأطفال المسجلة خلال النزاع، حيث أصيب ما يقرب من 12% من الأطفال بسوء التغذية الحاد.
ووصفت كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي ” فيدريكا موغيريني” مساعدات إعادة الإعمار بأنها آخر أدوات الضغط التي يملكها الغرب للتأثير على المستقبل السياسي لسوريا، على الرغم من أن تأثير الغرب الآن على مصير الأسد غير مؤكد في أحسن الأحوال. حيث إن المحادثات السياسية في جنيف في الأسبوع الماضي لم تشمل حتى موضوع مصير الأسد”.
وعبّرت “موغيريني” عبر بريدها الإلكتروني عن تأييدها لفكرة إعادة بناء سوريا في المستقبل: “نحن الآن على استعداد للانتقال إلى الخطوة التالية”. إلا أنها قالت أيضا أنه يتعيّن على الدول الغربية أن توضح بأن مشاركتها “لن تبدأ إلا عندما يتم الاتفاق على الانتقال السياسي في جنيف”.
ووصف تقرير صدر مؤخراً عن منظمة العفو الدولية صفقة الصارمة التي تمت في حي الوعر ب “التهجير القسري” وقالت أنها انتهاك للقانون الدولي. وأضاقت المنظمة أن أي مساعدات لإعادة الإعمار يجب أن تضمن عودة المدنيين طوعاً إلى ديارهم “بسلام وكرامة”.
Sorry Comments are closed