“قسد”: نسيطر على شرق الفرات بفضل دعم واشنطن وموسكو

فريق التحرير4 ديسمبر 2017آخر تحديث :
قوات قسد في ريف دير الزور – الصورة عن رويترز

حرية برس:

نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن “سبان حمو” قائد ميليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية” الانفصالية اعلانه طرد “داعش” من كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات، مؤكداً أن ذلك تم بفضل دعم أمريكي وروسي بآن واحد، وأن قواتهم ستدافع عن مكتسبات الشعب الكردي السياسية والعسكرية إلى حين تحقيق حل بالتراضي، مشيراً إلى أن واشنطن أكدت لهم رسمياً بقاء قواتها في سورية إلى حين ” إنجاز الانتقال السياسي في دمشق”.

وقال ” حمو” في حديثه للـ “الشرق الأوسط”، إن “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية – العربية حررت كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات من “داعش” بفضل دعم التحالف الدولي بقيادة أميركا، ودعم جوي ولوجستي روسي بفضل غرفة مشتركة بين الجيش الروسي و”الوحدات” في دير الزور، ما رفع مساحة مناطق قواته إلى نحو ربع الأراضي السورية.

وأعلنت ميليشيا “قسد” يوم أمس الأحد من قرية الصالحية على الضفة الشرقية للفرات طرد تنظيم “داعش” من كامل المناطق شرق الفرات وفق ما جاء في البيان الذي تلاه المتحدث باسمها نوري محمود بحضور وفد عسكري روسي على ما نقلت وكالة أنباء “هاور” الكردية. وكان لافتا شكرهم “للقوى الدولية والتحالف الدولي” ولـ “قوات روسيا” على تقديم “الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض”.

وتلقت ميليشيات ” سوريا الديمقراطية” – تشكل ميليشيا “وحدات حماية الشعب YPG ” الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني التركي PKK العمود الفقري لها – دعماً من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، متمثلاً بغارات الطيران وقذائف المدفعية وغرف مشتركة ووحدات خاصة عملت معها، ساهم في طرد تنظيم “داعش” من معقله في الرقة.

بالمقابل تشكلت غرفة عمليات عسكرية بين الجيش الروسي و”وحدات حماية الشعب” في دير الزور – حسب “حمو” – مؤكداً أنه كان هناك “تنسيق مباشر وكامل” للتقدم شرق المدينة، وذلك بعد زيارة سرية قام بها إلى موسكو للقاء وزير الدفاع الروسي، موضحاً أنه كان هناك ” دعماً جوياً ومدفعياً ولوجستياً وساهمت “وحدات خاصة معنا جنباً إلى جنب”.

وأشار ” حمو” في حديثه للشرق الأوسط أن مستقبل “وحدات حماية الشعب” مرتبط بمستقبل سوريا، إذا تحققت الفيدرالية أو إدارات ذاتية لن يكون هناك أكثر من جيش، لكن “قواتنا ستدافع عن مكتسبات الشعب الكردي السياسية والعسكرية إلى حين تحقيق حل بالتراضي”.

وكانت ميليشيات “سوريا الديمقراطية” أكدت إثر اعلانها بدء حملة “عاصفة الجزيرة” في شرق الفرات عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. كما اتهمت في منتصف أيلول/ سبتمبر الطيران الروسي باستهداف مقاتلين لها في ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي نفته موسكو.

ويتقاسم إرث تنظيم “داعش” في منطقة الجزيرة السورية الآن كلاً من قوات “نظام الأسد” وميليشيات “سورية الديمقراطية”، حيث تسيطر الأخيرة على كامل منطقة شرق الفرات، وهي منظقة غنية بالبترول والمياه والأراضي الزراعية الخصبة، عدا استثناء حين عبرت لغرب النهر وسيطرت على مدينة الطبقة وسد الفران والمطار العسكري، بالاضافة لسيطرتها على منطقة عفرين وبعض أجزاء من ريف حلب الشمالي والشرقي. وتسيطر “قوات الأسد” والميليشيات المساندة له على كامل المنطقة غرب الفرات ما عدا استثناء البوكمال والميادين.

وتضم المنطقة التي تسيطر عليها ميليشيات “قسد” في الجزيرة السورية آبار ومصانع النفط بالاضافة لمصادر المياه وثلاثة سدود “الثورة” و”تشرين” و”البعث” وأراضي زراعية خصبة تنتج القمح والقطن، وإن أضفنا لها مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي الغربي تكون قد سيطرت على ما يعادل 22-23 % من مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلو متر مربع.

وأوضح ” حمو” في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط” أن قيادة “سورية الديمقراطية” تبلغت رسمياً من مسؤولين أميركيين، بينهم المبعوث الرئاسي بريت ماغورك، أن القوات الأميركية باقية في سوريا إلى “حين إنجاز الانتقال السياسي في دمشق والوصول إلى نظام سياسي جديد، ودستور جديد في دمشق” في البلاد، نافياً الأنباء التي ترددت حول تخفيض القوات الامريكية للعتاد والذخيرة المقدم لهم، موضحاً أن الجيش الأميركي أقام ” 5 قواعد عسكرية ثابتة ومراكز أخرى متحركة” اثنتان منها في “كوباني” (عين العرب)، والشدادي، والحسكة، والمالكية.

وقدرت صحيفة “فوكس نيوز” منذ عدة أيام أن الولايات المتحدة لديها أكثر من 1500 جندى فى سوريا، بما فى ذلك قوات خاصة، ومراقبون جو، ووحدة مدفعية بحرية واحدة على الاقل. ولديهم أكثر من اثني عشر قاعدة في شمال سوريا.

ونقلت فوكس نيوز عن الوحدة الصحفية العاملة مع القوات الأمريكية المتواجدة في سورية، أن 400 مقاتل من المارينز وقوات المدفعية، سيغادرون سورية بعد أن أنجزوا مهامهم في دعم “قوات سورية الديمقراطية” من أجل القضاء على تنظيم “داعش” في الرقة شمال سورية، لكن “قناة الحرة” أفادت على لسان باسم البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط “إيريك باهون” إن سحب هذه العناصر من سورية، لا يعني تغييراً في عدد القوات الأميركية المتواجدة داخل أراضيها.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أول من أمس إنه يتوقع أن يتحول التركيز إلى الاحتفاظ بالأراضي بدلاً من تسليح الأكراد بعد هزيمة “داعش”. وقال: “(وحدات حماية الشعب) الكردية مسلحة ومع وقف التحالف للعمليات الهجومية، من الواضح أنهم ليسوا بحاجة لذلك فهم بحاجة إلى الأمن وقوات الشرطة وقوات محلية ليتأكد الناس من أن (داعش) لن تعود”. وبدا أن التركيز حالياً على إعادة الإعمار وبناء الشرطة والمجالس المحلية.

وكانت أنقرة قد أبدت في كثير من المناسبات استيائها من دعم واشنطن لـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل ” وحدات حماية الشعب” YPG الكردية عمادها وتتهمها أنقرة بأنها النسخة السورية من حزب العمال الكردستاني التركي PKK، هذا الاستياء والاحساس بالخذلان من الحليف الأمريكي دفع بأنقرة للتوجه شرقاً، للاتفاق مع الروس وأخذت ضوء أخضر لدعم عملية “درع الفرات” لطرد “داعش” من مناطق شمال شرق حلب، وبهذا منعت الأكراد من التمدد شرقاً وربط مناطقها في شرق الفرات مع مناطقها في عفرين، وأغلق الباب عليها ولم تستطع السيطرة على كامل الشريط الحدودي معها، وتسعى حالياً للاتفاق مع الروس على شن عملين في ريف عفرين للقضاء نهائياً على الخطر الكردي غرب نهر الفرات. وقال حمو في حديثه مع الشرق الأوسد تعلقياً على التهديدات التركية “لا نشكل أي تهديد لتركيا، لكننا سندافع عن أراضينا ضد أي هجوم من أي طرف كان. في حال الاعتداء علينا، سيكون ردنا عنيفاً وقاسياً”.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، قد أعلنت منذ حوالي الأسبوع، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز أنها بصدد مراجعة “تعديلات” متعلقة بالأسلحة المقدمة للقوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا، لكنها لم تصل لحد اعلان وقف نقل الأسلحة، مشيرة أن مثل هذه القرارات تستند إلى متطلبات المعركة.

كما أعلنت تركيا، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب اردوغان أنه أصدر تعليمات بعدم تقديم أسلحة للمقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم أنقرة تهديداً.

لكن “حمو” قال في حديثه مع صحيفة “الشرق الأوسط” : “لم ألحظ أي تغيير أو تراجع في الدعم الأميركي”، لافتاً إلى وجود 5 قواعد عسكرية أميركية رئيسية شمال سوريا، هي: اثنتان في كوباني (عين العرب)، والشدادي، والحسكة، والمالكية.

وتسيطر ميليشيات “سورية الديمقراطية” التي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين على مناطق شاسعة، وهي على احتكاك مباشر مع مناطق سيطرة “درع الفرات” والحدود التركية الجنوبية مع سوريا، وقد أعلنت منذ فترة عن “فيدرالية الشمال السوري” وتضم “اقليم الجزيرة” و”اقليم الفرات” واقليم عفرين” وشهدت يوم الجمعة انتخابات برقابة التحالف والروس ضمن مشروعها لتحقيق “النظام الفيدرالي السوري”، وعن مستقبل “وحدات حماية الشعب” الكردية قال “حمو” للشرق الأوسط “إن مستقبل (وحدات حماية الشعب) مرتبط بمستقبل سوريا. إذا تحققت الفيدرالية أو إدارات ذاتية لن يكون هناك أكثر من جيش. لكن قواتنا ستدافع عن مكتسبات الشعب الكردي السياسية والعسكرية إلى حين تحقيق حل بالتراضي”.

وكان قد صدر عن نظام الأسد أكثر من موقف حول التعامل مع “قوات سوريا الديمقراطية”، فبينما هدد مسؤولون في “النظام” بـ “القضاء” على هذه “القوات”، تحدث آخرون عن امكانية “التفاوض على إدارة ذاتية”. وقال بشار الجعفري رئيس وفد نظام الأسد إلى مفاوضات جنيف يوم أول من أمس “ليس هناك شيء اسمه مناطق كردية شمال سوريا، بل هناك مناطق سورية، وهناك شيء آخر هو المكون الكردي السوري”. مضيفاً “أي عمل أحادي الجانب مرفوض من قبل الحكومة السورية. هناك أسس للعمل، حيث توجد عاصمة وحكومة، ومن لديه أفكار يجب أن يطرحها على الحكومة السورية التي بدورها تقرر الشكل الملائم”.

بدوره رفض الائتلاف الوطني المعارض والهيئة العليا للمفاوضات والكثير من الهيئات والمجالس الثورية السورية “فدرلة سوريا” مشيرين إلى قبولهم بمبدأ “سورية الديمقراطية” بنظام “لا مركزي” أو “الادارة المحلية” لكنهم يرفضون تقسيم سورية.

وهناك قلق من أن تؤدي مناطق “خفض التصعيد” الأربع (درعا، وإدلب، وريف حمص، وغوطة دمشق) ومناطق “قوات سوريا الديمقراطية” إلى تقسيم أمر واقع لسوريا. وأكد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وفريقه على ضرورة استعجال الحل السياسي على المستوى الوطني للحيلولة دون استقرار مناطق خفض التصعيد إلى تقسيم أمر واقع.

وكانت مصادر غربية قد نقلت لصحيفة الشرق الأوسط رغبة واشنطن ضم “قوات سوريا الديمقراطية” إلى العملية السياسية.

وأبلغ دبلوماسيون غربيون أن مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد سأل وفد الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة نصر الحريري خلال لقاء في جنيف قبل أيام عن كيفية ضم “سوريا الديمقراطية” إلى العملية السياسية في جنيف.

ورد الحريري بأنه «لا بد لـ(قوات سوريا الديمقراطية) من الإجابة عن ثلاثة أسئلة: هل هم مع الثورة؟ هل هم مع النظام؟ هل لديهم مشروعهم الخاص؟». وأضاف: “يجب ألا يستخدموا السلاح الذي طردوا به (داعش) لتحقيق مكاسب سياسية”. وأضاف الدبلوماسيون أن واشنطن “متمسكة بضمهم إلى العملية السياسية، الأمر الذي سيغضب أنقرة”.

المصدر الشرق الأوسط - القدس العربي - بتصرف
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل