الدوحة – حرية برس:
أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأحد، أن قطر حريصة على استمرار وبقاء منظومة مجلس التعاون على قيد الحياة، وأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيحضر القمة الخليجية المقبلة في الكويت.
وخلال محاضرة ألقاها الوزير القطري بعنوان “الأزمة الخليجية في سياق إقليمي”، ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، جدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التأكيد أن قطر هي الطرف الذي تم الاعتداء عليه في الأزمة الخليجية بين بلاده والسعودية والامارات والبحرين ومصر، وتوقع الوزير القطري أن تضع القمة الخليجية المزمع عقدها قريبا في الكويت حداً للأزمة الخليجية. وأضاف: “سنظل ندعم الوساطة الكويتية وندعو إلى الحوار”.
وأبدى الوزير القطري أسفه لغياب الحكمة في إدارة النزاعات في المنطقة، مؤكداً وجود تهور سياسي من قبل قوى في المنطقة تتلاعب في مصائر شعوب، إضافة إلى وجود فراغ في عمل المنظومات الاقليمية والدولية وخلوها من أية آليات واضحة في معالجة المظالم وفض النزاعات، وهو ما تسبب كما يرى الوزير القطري في التدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة استقرار الدول ومخاطر ذلك على الأمن الجماعي.
وأوضح وزير الخارجية القطري أن هذه التدخلات أدت إلى وجود حالة استقطاب واصطفافات اقليمية وخلق سياسات محاور وحروب بالوكالة تعصف بالمنطقة، مؤكداً أن قطر ترفض سياسة المحاور وتدعو كافة الأطراف دائما للحوار ليتحقق السلم بطريقة حضارية.
وقال الوزير القطري إن فقدان الشعوب للأمل بإصلاحات حقيقية أدى ويؤدي إلى العنف والإرهاب المتزايد، وإن المعالجة الآنية لظواهر العنف والأرهاب ستؤدي لإنتاج تطرف أكبر.
وعن الأزمة الخليجية أوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن كل ما حدث في هذه الأزمة بني على ادعاءات، بات الجميع يعرف انها باطلة، وأن الاسباب الحقيقية لهذه الازمة هي في كون دولة قطر لاعباً فاعلاً في الإقليم، تمتلك سياسة خاصة مستقلة وتختلف بعض الشيء عن شقيقاتها في دول مجلس التعاون، وأضاف الوزير القطري أن هذا الاختلاف يجب أن يكون حالة صحية وأن لا يعتبر أساسا للخلاف، موضحاً ان دولة قطر لها رؤية تختلف عن رؤية دول المنطقة، “رؤية قطر تقدمية محورها تنمية الانسان”.
وأوضح الوزير القطري أن بلاده ترى ان الخلافات في المنطقة لن تنتهي في ساحات المعارك ولن يكون هناك حل عسكري لصراعات المنطقة في سوريا واليمن وليبيا، ولفت وزير الخارجية القطري إلى أن بلاده لا تجد حتى الآن خطوات صادقة تجاه الحلول السياسية.
وأكد الوزير القطري أن المنطقة بحاجة ماسة اليوم لحوار واضح حول الامن الإقليمي يحدد معالم المنطقة للمرحلة القادمة، ويخرج بمبادئ حاكمة لعلاقات هذه الدول تتساوى فيها الحقوق والواجبات، ولا يكون هناك فرق بين دولة كبيرة ودولة صغيرة، ولا يكون هناك مجال مفتوح لابتزاز دولة كبيرة لدولة صغيرة، ولا لدول صغيرة لاستغلال نفوذها بشكل غير صحيح يمس بأمن منظومة دول المنطقة، وأن يكون هناك آليات واضحة لفض النزاعات والمظالم بحيث نتجنب الأزمات في المستقبل.
عذراً التعليقات مغلقة