زكي الدروبي – حرية برس:
عرضت بلدية مورلاند في ملبورن بأستراليا العمل الفني النحتي “الطرق التي لا تؤدي لأي مكان” للفنانة التشكيلية السورية ميريام سلامة، ضمن احتفالية ” مور آرت 2017″ وهي احتفالية سنوية تقيمها البلدية للاحتفاء بفن النحت “مشروع النحت بمكان عام”، وخلالها تعرض الأعمال في الهواء الطلق في الساحة المحاذية للبلدية لمدة شهر تقريباً، بالإضافة لمجموعة ورشات عمل، يقوم خلالها الفنان المشارك بالعمل بالحديث عن فكرته وعمله ضمن هذا المشروع.
في هذا العام كانت الفكرة عن اللاجئين، وفي منحوتتها، محاولاً الوصول إلى الباب، ليفتحه للوصول إلى الحرية، ولينجو من الموت والدمار الذي زرعه نظام عائلة الأسد في سورية، الباب الذي يعتبر حل أزمة اللاجئين تبدأ من بيوتهم التي دمرها نظام عائلة الأسد. لا أريد أن أخرج من بيتي وأصبح لاجئة، ساعدونا على الصمود في بيوتنا، المنحوتات بلا أكف وأصابع لليدين، لأنها رأت أن الحل خرج من أيدي السوريين، وأصبح في أيدي الدول التي وضعتهم في متاهة، وعبرت عنها في المتاهة المرسومة على الباب والتي لا تصل لمقبضه، لأن الجميع تآمر على الشعب السوري وخذله وحاربه حتى في أماكن لجوئه، ومنع الهاربين من براميل الأسد وسكاكين ميليشياته التابعة لسلطة الولي الفقيه (الملالي) في ايران من الدخول للاتحاد الأوروبي، ووضعوا في سجون ومراكز احتجاز في استراليا، الشعب السوري طالب بحريته من نظام ديكتاتوري مجرم، واعتقد أن العالم المتقدم سيحميه ويدعمه في سبيل الوصول إلى دولة ديمقراطية، لكنه اكتشف متأخراً – أي الشعب السوري – أن حكومات هذا العالم الذي آمنوا به وبنظمه الديمقراطية، قد تأمرت عليهم مع الديكتاتور نفسه، وغضوا النظر عن اجرامه بحق الشعب السوري، واخترعوا وهما أسموه الاسلاميين ليكون ذريعة لهم لعدم تقديم يد العون للشعب السوري، ولحماية الديكتاتور المجرم. رسمت “سلامة” تعبيرات الوجوه قاسية فيها تعب وأسى وقهر، ولم تظهر على وجوه المنحوتات ما يدفع للشفقة عليها، لكنها أظهرت قوة وشموخ الشعب السوري القوي الذي استطاع الصمود أمام هذه المآسي كلها.
وعن مشاركتها في الاحتفالية قالت سلامة لـ ” حرية برس” أحاول توجيه رسالة للشعب الاسترالي بأننا نريد أن نبقى في بلادنا، ولا نريد أن نصبح لاجئين، لكن حكومات العالم الغربي المتقدم هي التي أجبرتنا على اللجوء بعد أن تآمرت على الشعب السوري، وساعدت النظام على قتلنا، وها هي تغلق أبوابها سواء في أوروبا أو في استراليا بوجه الفارين من براميل النظام القاتلة وأسلحته الكيميائية، ونريد منهم أن لا تكون اعتصاماتهم فقط للمطالبة بحقوق اللاجئين ودعمهم، بل نريد أيضاً أن يضغطوا على حكوماتهم ليوقفوا الألاعيب التي يقومون بها ويمنعون السفاح المجرم في بلادنا من قتل وتهجير المزيد من أبناء الشعب السوري.
عذراً التعليقات مغلقة