صحيفة: اسرائيل و«داعش» لديهما مصلحة مشتركة في سوريا

جيروساليم بوست: مصالح مشتركة بين إسرائيل وداعش تصب ضد إيران

فريق التحرير29 نوفمبر 2017آخر تحديث :
مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا – أرشيف

زينب سمارة – حرية برس:

تحدثت صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية حول تقرير جديد صدر عن المركز الإسرائيلي “مائير عاميت” للاستخبارات، يشير إلى أن إلى تلاقي مصالح كل من إسرائيل وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” للقضاء على الوجود الإيراني في سوريا يجعل من كلا الطرفين حليفين يسعيان إلى الهدف ذاته.

ولم يذكر التقرير وجود تحالف رسمي بين الطرفين، بل ما زال يحذر من استمرار “داعش” في شن هجمات على الطرف الإسرائيلي عبر السيناريو الذي تمثله في سيناء. لكن مع سقوط إمارة داعش، بات أهم ما يقلق الطرف الإسرائيلي هو وجود إيران في سوريا ومحاولاتها المتكررة لتهريب السلاح من سوريا إلى حزب الله في لبنان، ما يجعل من إيران هدفاً مشتركاً لكل من “داعش” والكيان الصهيوني.

وفيما يتعلق بتنظيم الدولة، يناقش التقرير نية “داعش” القيام بتغيير تكتيكات الحرب التي اعتادت استخدامها سابقاً، وأنها ستعود إلى تبنّي أسلوب حرب العصابات بشكل رئيسي عقب انتهاء حملتها ضد العراق، وقد تعتمد أسلوب الكر والفر ضد مركبات القوات الإيرانية المارة على الحدود.

ويذكر أن تدخل إيران في سوريا كان بمثابة محاولة تأجيج لنار الحرب بين إيران و”داعش” التي ما زالت تحتفظ بقدرات عملية حتى بعد انهيار الإمارة الإسلامية التي كانت تنوي تأسيسها في بلاد الشام. ويشير التقرير إلى أن الهجمات المتعددة التي شنها التنظيم على مبنى المجلس الإيراني وقبر الخميني في طهران في السابع من حزيران الماضي تؤكد على خطورة التوتر الحاصل بين إيران وداعش وأثر ذلك التوتر على الأمن الداخلي للدولة الإيرانية. ومن وجهة نظر التقرير فإن إيران والميليشيات الواقعة تحت سيطرتها لن تتوانى عن الوقوف في وجه التحدي الإرهابي الذي تواجهه من قبل داعش في المنطقة.

أما فيما يخص الشأن الإيراني- الإسرائيلي، يحمل التقرير صدى لتصريحات استخباراتية إسرائيلية صدرت مؤخراً عن جهات رسمية تصف أهدف إيران بالتمحور حول تعزيز وسائل الضغط و تصعيد نبرة التهديد الموجه لإسرائيل، والعمل الجدي على إيجاد جو رادع لأي تهديد مماثل. تلك الأهداف ستنفذ بشكل رئيسي عبر تعزيز قدرات جيش حزب الله في صنع الأسلحة وتأسيس شبكات محلية لبث الرعب في مرتفعات الجولان؛ ضاربة بذلك عصفورا آخرا ألا وهو تأسيس جبهة جديدة للوقوف في وجه إسرائيل.

أما عن الوجود الإيراني في سوريا، يشير التقرير إلى أن وجود قوات إيرانية في سوريا يزيد من احتمالية المواجهة مع إسرائيل والذي قد يتطور إلى حرب بين البلدين، في الوقت الذي لا تملك فيه إيران الإمكانيات اللازمة لذلك. وجاء تحليل هذه النقطة بناء على تقارير عديدة أعدت لبحث ردة فعل إيران على الهجمات التي شنها الطيران الإسرائيلي قرب دمشق مستهدفا عمليات نقل السلاح بين قوات إيران في سوريا إلى قوات حزب الله في لبنان على وجه الخصوص. وأشار قائد في السلاح الجوي الإسرائيلي إلى أن 100 هجمة على الأقل قد استهدفت عمليات نقل سلاح من هذا النوع في الفترة الماضية، وأن أسلحة متطورة وأخرى كيماوية قد كانت ضمن الحمولة المستهدفة.

قد تكون إيران على الطرف الآخر تسعى بجد لتسهيل عملية صنع الأسلحة على يد حزب الله في سوريا، والتجهيز في الوقت نفسه لبناء أسس للحرب القادمة ضد إسرائيل. ففي تقرير بثته قناة “بي بي سي” أشار مسؤول استخباراتي أوروبي إلى بدء إيران بتأسيس قاعدة دائمة لها قرب الكسوة جنوب دمشق، وقد أظهرت صور جوية أن البناء قد بدأ بالفعل في عام 2017.

يذكر أن الضربات التي كانت تشنها “داعش” على إيران، في الوقت الذي كان التنظيم خلاله يملك وجوداً قوياً ممتداً على أراضي سوريا والعراق، كانت تعد تهديداً بالنسبة لإسرائيل. لكن بعد أن باتت “داعش” مجرد ميليشيا لا تشكل أي تهديد على كيان الاحتلال، أصبحت هجماتها على القوات الإيرانية تصب في صالح البرنامج الإسرائيلي، ما يجعل منهما حليفين في المرحلة الحالية.

ونقل موقع “أروتز شيفاع” عن الخبير درور مانور أن الهجوم الإرهابي الذي شنته داعش على إقليم سيناء نهاية الأسبوع الماضي كان بهدف توضيح رسالة واحدة مفادها أن التنظيم لم يمت بعد، وأنه بالرغم من هزائمه في سوريا إلا أنه ما يزال مصرا على إظهار امتلاكه القدرة على بث الرعب بين الأبرياء. مفاد الخبر كما يذكر الخبير هو طمأنة الشعب الإسرائيلي، فإسرائيل ليست ضمن أهداف داعش في المنطقة، وكما يبدو من التقرير السابق تترأس إيران أهداف كلا الطرفين.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل