اذهبوا إلى سوتشي حيث ربكم

مالك الخولي28 نوفمبر 2017آخر تحديث :
اذهبوا إلى سوتشي حيث ربكم

تتصاعد المواقف والتصريحات الرافضة لمخرجات مؤتمر الرياض الثاني الذي عقد منذ أيام واستبعدت منه شخصيات من قوى الثورة والمعارضة لم توجه لها السعودية راعي المؤتمر دعوات للحضور لأسباب مختلفة، أبرزها مواقف رافضة أبدتها هذه الشخصيات من التنازلات التي بدت أنها مطلوبة بقوة لتشكيل وفد تفاوضي بسقف مطالب منخفض، وهو ما حصل بالفعل، حيث نتج عن هذا المؤتمر تشكيل هيئة للتفاوض تم رفدها بشخصيات مقربة من أطراف كثيرة، ليس من ضمنها الشعب السوري.

وفي الوقت الذي يلقى المؤتمر ومخرجاته هجوماً واسعاً من الثائرين والمهتمين بالشأن السوري، تخرج علينا وجوه معارضة مستعيرة خاصية الإنكار التي يبرع بها نظام الأسد، لتبشرنا بأفضال عظيمة أتى بها المؤتمر.

وسواء اتفقنا مع تلك التحليلات المتشائمة – أو المنطقية ربما – أو حاولنا التفاؤل إزاء الاجتماع وما نتج عنه، فإن قائمة الأسماء التي ضمتها الهيئة التفاوضية الجديدة تشي لنا بسوء الطبخة التي حضرها لنا الخصوم و”الحلفاء” وابتلعها بعض المعارضين الذين لم يكلوا ولم يملوا من تكرار تصريحات مموجة عن صمودهم الأسطوري في المؤتمر وأعمالهم الجليلة في إنجاز بيان الرياض 2.

المهمة أنجزت، والبيان الذي يحوي تناقضات صارخة، ذكر فيه رحيل الأسد على استحياء، دون وضع آلية واضحة لذلك، في الوقت الذي يتم فيه إغفال الموافقة على بدء مفاوضات دون شروط مسبقة، لقد كان المؤتمر غارقاً في دوامة التمثيل والتحاصص، أما القضية والقرار الوطني فكانا آخر هم الحاضرين.

في الرياض 2 رمت روسيا بكل ثقلها لاختراق الهيئة بوجوه أعدتها جيداً لمثل هذه المرحلة، واضعة نصب أعينها تحوير مسار جنيف الذي يتمسك به الغرب جيداً، ومن ثم استدعاؤهم إلى سوتشي، حيث لا قرارات دولية ملزمة، بعد أن نجحت بترويض قادة الفصائل في أستانا.

دفعت موسكو بكثير من “المخبرين” لديها ولدى دمشق، أملاً بتكوين ثورة مضادة، لتجني ثمار مشاركتها الآثمة في سحق أجساد السوريين وأحلامهم، مدعومة بحلفاء لا يضعون أي اعتبار لتضحيات السوريين، ولا يرون في المعارضة سوى بيدق يحركونه في معسكر تجاذباتهم الصبيانية، مرددين شعارات التقريب بين أطرافها ومساعي التوحيد لجهودها.

في الرياض فشل “المعارضون” في آخر امتحاناتهم، رغم كل التحذيرات السابقة، فمنهم من انسحب بصمت تبعاً لصراعات بينية دون أن يجرؤ على مصارحة الشعب بما يجري وراء الكواليس، ومنهم من يواصل التشبث بكرسيه و”حصّته”.

بإذعان المفاوضين الجدد، وفشل الذين سبقوهم، أصبح ما يذبح لأجله السوريون منذ سبع سنوات بنداً قابلاً للتفاوض، لتدخل القضية في مرحلة جديدة من التمييع والتقزيم.

وأمس، شرع المفاوضون الأشاوس بالتمهيد لزيارة سوتشي من بعد جنيف، وبدأوا بإصدار التصريحات المتضاربة، فهذا يفصح دون خجل عن “تقارب الرؤى مع الجانب الروسي”، وذاك يعد بالإطاحة بالأسد من خلال التنازلات!.

اذهبوا إلى سوتشي دونما تمهيد، لا حرج عليكم بعد اليوم، فمن ارتأى في الرياض قبلة له من قبل، من الطبيعي أن يردد خانعاً منقاداً في المستقبل: لبّيك يا بوتين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل