حرية برس: أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها يوم أمس الأحد عن استئنافها عمليات البحث والإنقاذ والإغاثة الطبية في وسط البحر الأبيض المتوسط في المنطقة الواقعة بين أفريقيا وأوروبا، والتي اسمتها المنطقة القاتلة حيث ” حصدت عام 2015 حياة 2,892* شخصاً من رجال ونساء وأطفال قد أضحت اليوم السبيل الوحيد أمام الآلاف للوصول إلى سواحل أوروبا رغم خطورة المرور فيها ورغم التضييقات القانونية التي بدأت اوربا بتنفيذها بالتعاون مع الحكومة التركية بعد اتفاقية الاتحاد الأوربي مع الحكومة التركية حول الحد من تدفق اللاجئين.
وتشهد هذه المنطقة حركة نشطة كعادتها” وذلك لغياب بدائل آمنة وشرعية تتيح للناس الفرار وطلب الحماية. و قالت الدكتورة ” جوان ليو” الرئيسة الدولية لمنظمة أطباء بلا حدود حين قامت المنظمة ” من العام الماضي بإطلاق أولى عمليات البحث والإنقاذ كنّا قد دعونا البحر المتوسط بالمقبرة الجماعية، لكن لم يتغير إلا القليل منذ ذلك الحين”. وأضافت: “فيما تستمر الأزمات والنزاعات حول العالم بدفع الناس للفرار بالملايين، نجد الآلاف يلقون حتفهم نتيجة غياب حل عالمي لأزمة اللاجئين الحالية وسياسات الردع التي تتخذها الدول الأوروبية وكذلك رفضها توفير بدائل لعبور البحر القاتل، وبوصفنا منظمة إنسانية فإننا نجدد رفضنا أن نكتفي بالمراقبة من على الشاطئ”.
هذا وكانت أول عملية بحث وإنقاذ للمنظمة هذا الصيف من على سفينة الكرامة 1 التي يبلغ طولها 50 متراً قد أبحرت من ميناء فاليتا في مالطا بتاريخ 21 أبريل/نيسان، وهي تتسع لـ400 شخصٍ ويضم طاقمها 16 فرداً بينهم عاملون طبيون وتتمركز في مياه المتوسط شمال ليبيا لإنقاذ القوارب التي ترسل نداءات استغاثة. هذا وقد نفذت المنظمة أولى عملياتها الانقاذية يوم 23 أبريل/نيسان، استقبلت فيها السفينة حوالي 308 أشخاص (205 رجال و80 امرأة و23 طفلاً) معظمهم إريتيريون، ستنقلهم عقبها إلى صقلية.
وأشارت المنظمة إلى أنها ستعمل خلال الأسابيع القادمة على تعزيز قدراتها في البحث والإنقاذ من خلال فرق متمرسة على متن سفينتين أكبر حجماً، وستتمتع تلك الفرق بالخبرات والمعدات اللازمة لتوفير الرعاية العاجلة وكذلك علاج التجفاف والحروق والأمراض الجلدية، بالإضافة إلى الرعاية النفسية الإسعافية في البحر وضمان متابعة الرعاية للذين أنقذتهم من خلال المشاريع الطبية بعد وصولهم. وفي ختام البيان قالت الدكتورة ليو: “اللاجئون والمهاجرون يبحثون عن الأمان وعن حياة أفضل ومن غير المقبول أن يُعاملوا كمجرمين أو أسوأ، وأعني بهذا تركهم يموتون وهم في سعيهم لحياة أفضل. وبدلاً من التركيز على الردع والمراقبة يجب على دول أوروبا توفير بدائل آمنة لعبور البحر وآلية بحث وإنقاذ ملتزمة وفاعلة في الآن ذاته، فحياة مئات الألاف من الناس رهن بذلك”.
Sorry Comments are closed