ترجمة واعداد: رانيا محمود – حرية برس:
نشرت وكالة ” بي بي سي” البريطانية تقريراً صحفياً أكدت فيه فرار حوالي أربعة آلاف مقاتل من داعش برفقة عائلاتهم خارج مدينة الرقة بموجب اتفاق سري مع ميليشيات سورية الديمقراطية ” قسد”.
ونقل الصحفيان ريام دالاتي وكونتن سمرفيل عن سائق شاحنة محلي، أن ميليشيات ” قسد” عينت سائقي شاحنات لتذهب إلى مدينة الرقة السورية بعد أن أطبقت حصارها على المدينة ونقلت مقاتلي داعش وأسرهم لخارج المدينة.
وقال أحد السائقين لـ ” بي بي سي” غادرت الرقة قافلة مكونة من 50 شاحنة و 13 حافلة وأكثر من 100 مركبة تابعة لتنظيم داعش مملوءة بالأسلحة والذخائر.
وقال سائق آخر : اعتقدنا عند دخولنا للرقة، أننا سننقل حوالي 200 شخص فقط إلا أنني ” نقلت في سيارتي وحدها 112 شخصاً ” وقدر عدد الذين أخرجوهم بأربعة آلاف شخص، ” لقد نقلنا حوالي 4000 شخص من بينهم نساء وأطفال بواسطة حافلاتنا وسيارتهم معاً “.
وبحسب شهود العيان فإن مقاتلين من جنسيات مختلفة (ليسوا من سوريا والعراق) انضموا إلى القافلة، على الرغم من أن الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية كان ينص على عدم مغادرة أية مقاتلين أجانب من الرقة.
وتؤكد “بي بي سي” أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان يعلم بالاتفاق وسمح بهروب 250 مقاتلاً مع 3500 فرداً من أسرهم من مدينة الرقة باتجاه المناطق التي تسيطر عليها داعش، لكن التحالف لم يقم بأي دور مباشر في المفاوضات. ونقل سائقو القافلة أنهم سمعوا أصوات طائرات التحالف الحربية والمسيرة ترصد حركتهم، كما ألقت الطائرات قنابل مضيئة أثناء الرصد. ويؤكد السائقون أنهم لا يعلمون وجهة عناصر داعش النهائية، فقد اقتصرت مهمتهم على نقلهم لخارج مناطق سيطرة ميليشيا ” قسد”، ويعتقد السائقون أنه وبعد أن تركوا عناصر داعش وعائلاتهم على حدود المناطق التي يسيطر عليها تنظيم ” داعش”، انقسموا لثلاث اقسام، فالبعض دخل لعمق الصحراء وآخرون اتجهوا لعراق بينما فضل الباقون الذهاب شمالاً باتجاه تركيا.
يقول “كول ريان ديلون” المتحدث باسم عملية “الحل المتأصل” لمذيع ” بي بي سي” : ” لم نرغب في مغادرة أي شخص، لكن ذلك يصب في قلب استراتيجيتنا، فنحن نعمل من خلال ومع القادة المحليين على أرض الواقع. و الأمر يعود إلى السوريين، فهم الذين يقاتلون ويموتون، ويتخذون القرارات المتعلقة بالعمليات “.
ويُعتقد أن سائقي الحافلات قد انطلقوا من الرقة باتجاه المناطق التي تسيطر عليها ” داعش” في 12 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل خمسة أيام فقط من استيلاء قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة.
عذراً التعليقات مغلقة