أحمد صبرة – حرية برس:
بلاد الأحلام، هكذا يصفها العديد من السوريين، الذين يرون أن أوروبا هي جنة الله في الارض، نظراً لما تقدمه الدول الاوربية للمهاجرين إليها من رواتب وميزات لا تقدمها جميع الدول حتى تركيا، إلا أن الأمر لا يبدو كذلك بعد الوصول إلى بلد الحلم حيث تختلف الروايات، والحصول على هجرة بشكل رسمي أمر صعب جداً، وقد يتعرض السوري لعمليات نصب من قبل محتالين وهو يبحث عن طريقة رسمية مضمونة للهجرة ومن هنا نبدأ.
الهجرة من تركيا بالشكل القانوني ” بين الحين والآخر تقوم بعض المواقع والسماسرة بإعادة نشر مواد اعلامية قديمة تعلن عن افتتاح التسجيل على الهجرة مجدداً ” وهنا أوضح أن التسجيل على الهجرة من تركيا أصبح أمراً معقداً جداً حيث أنك لا تصل إلى جهة حقيقية للتسجيل، وعند مراجعة الأمنيات أو ادارة الهجرة تجد أن الاجابة: لا يوجد تسجيل. لنعود ونشاهد آلاف المنشورات عبر المواقع أن أوروبا عادت لقبول اللاجئين المسجلين !
أين يتم التسجيل؟ وكيف؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن التسجيل على الهجرة لأسباب سياسية أو طبية ؟
من خلال البحث تبين أن السوريين المسجلين قاموا بالتسجيل منذ سنوات، ومعظمهم لديهم تقارير طبية ولا علاج لهم على الأراضي التركية مما دفع السلطات التركية إلى ترشيح ملفاتهم للخروج والعلاج.
وأصحاب الأمراض والإصابات يتم منحهم تقارير طبية ليتمكنوا من التسجيل في حال أعلنت إدارة الهجرة رسمياً القبول وغالباً عندما يتم بدء التسجيل يكون من خلال مراكز ادارة الهجرة بالولايات التركية أو مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتعزى أسباب عدم الاعلان عن بدء التسجيل التزاحم الكبير للسوريين ومحاولة أصحاب الفكر والشهادات الهجرة وهذا ما يتعارض مع القرارات التركية. فقد أعلنت تركيا رسمياً أنها ستمنح الجنسية التركية لأصحاب الشهادات ولن تسمح لهم بمغادرة أراضيها كمهاجرين.
فمن قام بتحديث المعلومات وتسجيل الشهادة لن يتمكن من مغادرة تركيا بعد ترشيح اسمه لينال الجنسية التركية حتى وإن أتت الموافقة من قبل القنصلية أو السفارة بالبلد المستضيف، وشاهدنا عدة حالات تم انازلهم من الطائرة ومنعهم من المغادرة بسبب الرفض التركي لمغادرتهم.
أما حالات الهجرة السياسية فتتم من خلال ارسال ايميلات لسفارات الدول الاوربية لتتم الموافقة أو الرفض، وهذه الميزة يستخدمها النشطاء السوريين والسياسيين بشكل سري تماماً، حيث أنه من المستحيل منح أي شخص عادي ايميل لمراسلة الدولة من قبل النشطاء، فتجد النشطاء السوريين متكتمين على تلك الميزة وغير راغبين بإعطاء المعلومات أو الايميل لأشخاص آخرين إلا إن كانوا ناشطين مثلهم، وهي خطوة تعتبر غير أخلاقية وعنصرية.
أما السماسرة وهم الأكثر جدلاً في الشارع التركي حيث أن بعض السوريين يظن أنهم صادقين، فيتم منحهم الثقة واعطائهم المعلومات الشخصية ومبالغ باهظة من المال بغية التسجيل على الهجرة وعدم معرفة السوريين بمواقع التواصل والايميلات وغيرها من الوسائل يؤدي إلى أن يكونوا ضحايا للسماسرة. فمن السهل جداً للسمسار إنشاء ايميل وهمي وتسميته باسم أي دولة لاستخدامه في عمليات الاحتيال التي يقوم بها، فيقوم المواطن السوري الراغب في الهجرة بإرسال طلب الهجرة للايميل الوهمي الذي زوده اياه السمسار، وفي اليوم الثاني يرد السمسار على المرسل بالقبول، وهنا تكون مهمة السمسار قد انتهت وبرأ نفسه أمام الزبون بتحصيله الموافقة له، والنتيجة نجاح عملية الاحتيال واخفاق السوري بالهجرة بعد دفع مبالغ طائلة من المال ليبقى في تركيا، شاعراً بالندم بفقدان المال الذي كان بحوزته ويخوله لإنشاء مشروع بالحلال.
وهنا ينصح فريق حرية برس، وحرصاً على عدم وقوع السوريين في شراك المحتالين، إلى عدم الاستجابة للمنشورات الدعائية للهجرة، فالقرار أولاً وآخراً قرار تركي بامتياز، أي أن كل المبالغ التي يقوم بدفعها لن تساعده في الهجرة ما لم توافق تركيا على ذلك.
يذكر أن مفوضية الامم المتحدة بعد حصولها على موافقات من قبل الدول الاوربية قامت بالاتصال بالعديد من السوريين المسجلين لديها لقبولهم واجراء المقابلات.
عذراً التعليقات مغلقة