بيروت – حرية برس:
قالت مصادر مقربة من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، لحرية برس، أن الحريري لم يبلغ أقرب مستشاريه حول نيته الاستقالة ولا حتى أعضاء تيار المستقبل الذي ينتمي إليه.
وكان الحريري أعلن بشكل مفاجئ اليوم، استقالته من رئاسة حكومة لبنان، في كلمة متلفزة نقلتها قناة العربية من العاصمة السعودية الرياض.
وقال الحريري أن “حزب الله بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، وزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاول على سلطة الدولة
، متوعداً بأن “أيدي إيران في المنطقة ستقطع”.
وأكد رفضه “استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين”، مشيراً إلى أن “تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي”، وشدد على أن “حزب الله فرض أمر واقع في لبنان بقوة السلاح”.
وأعرب الحريري عن خشيته من التعرض للاغتيال، وقال: “لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي”. ووصف الأجواء الراهنة بأنها “تشبه ما كان عليه الحال قبيل اغتيال رفيق الحريري”.
صدمة لبنانية
استقالة الحريري خلقت صدمة في أوساط الساسة اللبنانيين، حيث قرر نبيه بري رئيس مجلس النواب قطع زيارته إلى شرم الشيخ في مصر والعودة فوراً إلى لبنان بعد إعلان الحريري استقالته.
واعتبر وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، أن لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الإقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة .داعياً إلى الحوار بين السعودية وإيران.
أما الرئيس اللبناني السابق، ميشال سليمان، اعتبر أن “تداعيات استقالة الحريري ستكون إيجابية”، وقال في تصريحات لقناة “الحدث”، إن “المطلوب الآن من رئيس الجمهورية هو المباشرة بتحييد لبنان”، مؤكداً أنه “لا يمكن لدولة أن تبني دولة داخل لبنان”، “ولا يمكن أن يكون هناك جيشان”، مطالباً بسحب حزب الله قواته من سوريا.
فيما اعتبر النائب في كتلة القوات اللبنانية انطوان زهرا، أن الاستقالة هي رفض للأمر الواقع، فالمرحلة السياسية، كما قالها الحريري تشبه مرحلة ما قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وتمنى بأن تكون استقالة الحريري “انتفاضة كرامة بوجه كل العراقيل السياسية امام انطلاق الحكومة”.
تصعيد سعودي
خطوة الحريري سبقتها تصريحات لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، طالب فيها بضرورة التصدي لميليشيا حزب الله ومعاقبته، والعمل بشكل جاد على تقليمه داخلياً وخارجياً ومواجهته بالقوة.
وحذر السبهان قبل أيام، عبر حسابه على تويتر من أن “ما يفعله حزب الشيطان من جرائم لا إنسانية في أمّتنا سوف تنعكس إثارة على لبنان حتماً، ويجب على اللبنانيين الاختيار معه أو ضده. دماء العرب غالية”.
ومن المتوقع أن يلتقي الحريري بعد ظهر اليوم، اللواء أشرف ريفي الذي كان وصل إلى العاصمة السعودية قبل الحريري، فيما يبدو أنها جهود سعودية لرأب الصدع بين التيارات السنية في لبنان.
يأتي هذا بالتزامن مع حملة تشنها وسائل الإعلام السعودية ضد حزب الله، يرى متابعون أنها خطوات نحو مواجهة مباشرة بين السعودية والحزب، فهل اقتربت المواجهة؟
- إعداد مالك الخولي
عذراً التعليقات مغلقة