عاد صراع الولايات المتحدة وروسيا في مجلس الأمن للظهور مجدداً بعد طرح واشنطن مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي لتمديد التحقيق الدولي بالهجمات الكيماوية في سوريا، والذي من المقرر انتهاؤه في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
وينص مشروع القرار على ضرورة منع نظام الأسد من تطوير أو إنتاج أسلحة كيماوية، داعياً جميع الأطراف داخل سوريا بالتعاون مع عملية التحقيق، بحسب ماذكرته وكالة رويترز.
وقال البيت الأبيض في بيان له أمس الخميس اطلعت عليه حرية برس “إن محاولات روسيا لتقويض وإقصاء آلية التحقيق المشتركة تظهر تجاهلاً للمعاناة والخسائر في الأرواح الناجمة عن استخدام الأسلحة الكيميائية وعدم الاحترام المطلق للمعايير الدولية”.
وشدد البيان على ضرورة “محاسبة جميع الذين يستخدمون الأسلحة الكيميائية. وتناشد الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي لتجديد ولاية آلية التحقيق المشتركة”، وذلك للتمكن من “مواصلة تحديد مرتكبي هذه الهجمات المروعة وإرسال رسالة واضحة بأن استخدام الأسلحة الكيميائية أمرٌ لن يتم التسامح معه”.
وأشار إلى أن “البلدان التي لا تدعم عمل المحققين المستقلين تقف في مواجهة مباشرة مع جميع معايير القانون الدولي”، مضيفاً بأنه “في ضوء النتائج التي توصلت إليها اللجنة مؤخرا، ينبغي لجميع البلدان أن تفهم أهمية عمل آلية التحقيق المشتركة” واستمرارها.
وأضاف البيان “إن معاييرنا الجماعية للأخلاق الإنسانية تجعل من المحتم أن نفعل كل ما في وسعنا لردع استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل”.
ويأتي هذا في الوقت الذي طرحت فيه روسيا مشروع قرار آخر لتمديد التحقيق بالهجمات الكيماوية في سوريا، آملة بموافقة أعضاء مجلس الأمن الدولي عليه.
وقال رئيس قسم شؤون منع انتشار الأسلحة والرقابة على التسليح في وزارة الخارجية “ميخائيل أوليانوف”: “ندعو جميع أعضاء مجلس الأمن إلى المشاركة في صياغة مشروع القرار، إذا كانوا جادين في مطالبهم بتمديد ولاية آلية التحقيق، لا بالحفاظ عليها في صورتها الحالية التي تبدو عديمة الفعالية”، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام روسية.
يُذكر أن روسيا استخدمت حق النقض “الفيتو” خلال التصويت الأسبوع الماضي على تمديد آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، بعد أن أكدت عدة تقارير سابقة للجنة التحقيق استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية في هجمات ضد المدنيين، كان آخرها استخدامه لغاز السارين ضد المدنيين في خان شيخون بريف إدلب.
عذراً التعليقات مغلقة