ترجمة إسراء الرفاعي – حرية برس:
قالت وكالة أسوشيتد برس إن القوات التي تقاتل فلول تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا تملك تعليمات ضمنية بشأن آلاف الأجانب الذين انضموا للقتال في صفوف داعش تقضي بقتلهم في ساحة المعركة.
وأضاف التقرير أنه وبحسب القادة الأكراد فقد احتشد حوالي 300 متطرف في ساحة الملعب الرياضي وما حوله في الرقة، وتباحثوا حول الاستسلام في الوقت الذي كانوا يخوضون فيه معركتهم الأخيرة في الرقة.
وفي حين لم تعرب أي حكومة بشكل علني عن قلقها إزاء مصير مواطنيها الذين غادروا وانضموا إلى مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يخططون لهجمات داخل البلاد وخارجها. إلا أن وزيرة الدفاع الفرنسية “فلورنس بارلي” كانت من بين القلائل التي عبرت بصوت عال عن موقفها ، حيث قالت لراديو أوربا 1 الأسبوع الماضي : ” في حال كان الجهاديون يموتون في هذه المعركة، فسأقول أن ذلك أفضل”.
وقال “بريت ماكغورك” كبير مبعوثي الولايات المتحدة في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية مع قناة “الآن” التلفزيونية التي تتخذ من دبي مقراً لها : ” إن مهمتنا هي التأكد من أن أي مقاتل أجنبي موجود هنا_ كان قد انضم إلى داعش من بلد أجنبي ودخل إلى سوريا_ سيموت هنا في سوريا”. وأضاف “إذا كانوا في الرقة فإنهم سيموتون في الرقة”.
وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية أن التحالف قد زوّد المقاتلين الأكراد بصور وأسماء للتعرف على الجهاديين الأجانب الذين يشكلون خطراً على وطنهم ويعتبرون عبئاً على أنظمتهم القضائية. وأضاف القائد بأن جنوده المدعومين من الولايات المتحدة يقومون بالتحقق من الرجال المطلوبين بين القتلى و المعتقلين الأجانب .
وقال مسؤول في قوات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية وتدير فروع الأمن والاستخبارات المحلية إن الأجانب الذين قرروا القتال حتى النهاية سيتم “القضاء عليه” ، وبالنسبة للسجناء الأجانب القلائل ، فإن الأكراد يحاولون الوصول لدولهم الأصلية لتسليمهم لها، لكن كثير من الدول يرفضون أخذ المحتجزين. وقد تحدث كل من الرجلين بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بمناقشة المسألة الحساسة مع الصحفيين.
لن تتعرف أي دولة برفضها استرجاع المواطنين الذين شاركوا في القتال مع داعش بما في ذلك نساؤهم وأطفالهم، إلا أن القليل منهم يبذل جهداً لاستعادتهم.
وقد استسلم سابقاً في العراق مئات مقاتلي الدولة الإسلامية أو تم احتجازهم، وتم جمع أسرهم في مخيمات الاحتجاز. حيث يخضع الرجال للمحاكمة ويواجهون عقوبة الإعدام في حال إدانتهم بتهمة الإرهاب حتى لو كانوا أجانب. وقد تم بالفعل شنق مقاتل روسي.
ويُذكر أن فرنسا التي تتدخل بشكل روتيني عندما يواجه المواطنون في الخارج عقوبة الإعدام، لم تعلق شيئاً حول مسألة الجهاديين في العراق. وقد انضم العديد من الفرنسيين إلى داعش أكثر من أي بلد أوروبي آخر.
ويعد وضع الأجانب الذين تحتجزهم القوات الكردية أكثر هشاشة لأن قوات سوريا الديمقراطية لا تجيب الحكومة السورية وليس لها دولة خاصة بها. و قالت امرأة سورية التي كان زوجها الفرنسي قد استسلم للسلطات الكردية في يونيو / حزيران أنها لم تتمكن من الوصول إليه ،ولم تعرف مكان وجوده بعد 50 يوماً من انفصالهما، وقد نفت انتساب زوجها إلى مقاتلي الدولة الإسلامية.
تتضمن مخيمات النازحين المدنيين من الرقة النساء والأطفال الأجانب فقط. وبالنسبة لمصير أي مواطن فرنسي هناك فقد قالت وزارة الخارجية الفرنسية في رد قصير : “إن أولويتنا اليوم هي تحقيق نصر كامل على داعش” . ويقول الدبلوماسيون الألمان إن جميع المواطنين في البلاد يحق لهم الحصول على المساعدة القنصلية.
ومع اقتراب المعركة النهائية في الرقة من نهايتها، فقد قدرت “بارلي” أن مئات من المقاتلين الفرنسيين ما زالوا في منطقة الحرب. وبالنسبة لألمانيا، فلم يعرف مصير ما يقرب من 600 رجل.
ولم تعلن بريطانيا عن عدد من مواطنيها السابقين الذين لا يزالون في القتال، لكن أحدهم على الاقل نشر مناجاة غاضبة لمدة 72 دقيقة في وقت سابق من هذا الشهر من الرقة في وقت تزايدت الغارات الجوية والمدفعية خلفه. وقال إن المسلمين في جميع أنحاء العالم يجب أن يكونوا غاضبين من معاملة أتباع الدولة الإسلامية.
قال الرجل الذي وصف نفسه بأنه أبو آدم البريتاني و قد تم التعرف عليه من قبل وسائل الإعلام البريطانية ب”ياسر إقبال”_ وهو محامي دافع عن الممارسات الوحشية التي تمارسها الدولة الإسلامية على أنها النهج الذي رسمه الله بما في ذلك قتل غير المسلمين ومعارضي الإسلام_ : “أنا لست متطرفاً، أنا رجل وسطي ومعتدل جداً و الحمدالله، وأجد أن الدولة الإسلامية معتدلة جداً ووسطية”، ولم يذكر عمليات قطع الرؤوس العامة الروتينية التي تقوم بها الجماعة، واسترقاق النساء أو غسل أدمغة الأطفال ليصبحوا قتلة.
ووفقاً لتحليل مجموعة صوفان فقد سافر ما بين27000 و 31000 شخصاً إلى سوريا والعراق في وقت الذروة للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وفقاً لتحليل مجموعة صوفان. كان من بينهم حوالي 6000 من أوروبا، وأغلبهم من فرنسا وألمانيا وبريطانيا .و وجدت إحدى الدراسات أن أقل من 10% من المقاتلين الغربيين تحولوا إلى الإسلام.
ويحتمل أن ثلث الأوروبيين قد عادوا إلى ديارهم. وفي حين أن الكثيرين يتم سجنهم على الفور وينتظرون الحكم في محاكم متأخرة، إلا أن البعض يتم الإفراج عنهم تحت المراقبة.
ومن المعترف به عموماً أن المعاقل الأجنبية في الرقة هي من المجندين من الطبقة المتوسطة، ومن المعتقد أن معظمهم ليس لديهم سوى القليل من المعلومات عن الأعمال الداخلية للمجموعة. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد “ريان ديلون” أنه ليس لديه أي معلومات عن “أهداف عالية القيمة” بين حوالى 350 مقاتلاً استسلموا في الرقة في الأيام الاخيرة بينهم عدد قليل من الأجانب الذين يشكلون خطراً كبيراً بالنسبة لبلدانهم.
وقال الخبير في شؤون الجهاديين البلجيكيين “بيتر فان اوستاين”: “أن الرأي العام في شمال أوروبا يميل إلى أننا لا نريد أن يعود هؤلاء الناس، لكنني لا اعتقد أن أي شخص قد فكر في البدائل”.
ومن بين التعقيدات هي كيفية مقاضاة أي من العائدين، وآلية تعقبهم في حال تركوا الحجز. وأضاف “إن ما يقلقني هو أنني أعتقد أنه من المأمول أن يقتلوا جميعاً”.
وقالت “بارلي”: “لا يمكننا أن نفعل شيئاً لمنع عودتهم إلى جانب تحييد أكبر عدد من الجهاديين في هذه المعارك”.
Sorry Comments are closed