تعدّ مشكلة تخلف الأطفال عن الدراسة من أبرز التحديات التي تواجه القطاع التعليمي في الغوطة الشرقية، حيث تعمد نظام الأسد منذ فرض الحصار على الغوطة إلى استهداف المدارس بالقصف وترويع الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس، بغية تدمير كافة أشكال الحياة فيها، كسائر المناطق الخارجة عن سيطرته.
إعداد التلاميذ للالتحاق بمدارسهم بعد الانقطاع لسنوات، وتعويضهم عن النقص التعليمي الفائت، هو هدف معهد “أقلام واعدة” في الغوطة الشرقية الذي يعد أول معهد في الغوطة الشرقية يختص بالتعليم المسرّع، حيث يقوم بإيصال الطفل المتسرب (المتخلف عن مدرسته) إلى المرحلة العلمية المناسبة لعمره. انطلق المعهد في عام 2016 وأسس على أيدي فريق من الآنسات اللاتي لا تقل خبرتهن عن خمس سنوات.
توضح الآنسة آيات الصمادي مدير المعهد، لحرية برس، أن فكرة تأسيس المعهد جاءت لتعويض المتسربين عما فاتهم من التربية الاجتماعية والثقافية والنفسية وحتى الترفيهية، ورفع مستواهم الفكري والثقافي والأخلاقي.
تحدثت حرية برس إلى والدة أحد طلاب المعهد، تقول السيدة “أم علاء” أنها كانت تتخوف كثيراً من إرسال ابنها إلى المدرسة بسبب القصف المستمر على المدينة، حيث انقطع ابنها عن الدراسة لمدة سنتين. تضيف أنها عندما قررت إرسال ابنها إلى المدرسة لم تنجح بتسجيله في المدرسة حيث قيل لها أن المرحلة العلمية غير مناسبة لعمر التلميذ.
شعرتُ بالإحباط، تقول أم علاء، لكني سمعت من الجيران أنه قد افتتح معهد للتعليم المسرّع وذهبت لأسجل ابني وهو الآن أحد طلاب المعهد.
ساعد معهد أقلام واعدة في حل مشكلة التسرب عن التعليم في الغوطة الشرقية وهو قائم منذ 2016 حتى هذه اللحظة وقد نجح بتخريج دورتين وهو بصدد تخريج الدورة الثالثة.
- إعداد عمران الدوماني – تحرير مالك الخولي
عذراً التعليقات مغلقة