“أبو عبدو” وعائلته.. حكاية نزوح وفقر وقهر

فريق التحرير16 أكتوبر 2017آخر تحديث :
خيمة “أبو عبدو” يعيش فيها مع زوجته وبناته الأربع، لا تقيهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف

أدهم الخولي – حرية برس:

يعيش معظم النازحين والمهجّرين من بيوتهم في ظروف إنسانية قاسية، الفقر والقهر عنوان النزوح لدى هؤلاء، وقد عمل نظام الأسد بشكل ممنهج على تهجير مئات الآلاف من السوريين عقاباً لهم على رفع أصواتهم بوجهه، هو ثمن الحرية المنشودة.

جميل رشو “أبو عبدو” من مواليد مدينة عفرين وسكّان حي السكري في حلب، متزوج وله أربعة أبناء “إناث”،  تعاني إحداهن من إعاقة دائمة منذ الطفولة جراء إصابتها بمرض شلل الأطفال.

مع اندلاع الثورة في سوريا، آثر “أبو عبدو”  البقاء في بيته بحي السكري، ورفض أن يغادر إلى مسقط رأسه في مدينة عفرين شمال حلب، ذات الأغلبية الكردية، واختار البقاء بين أهل الحي على أن يترك بيته ويهرب من جحيم قصف طيران بوتين والأسد، الذي انهال على المدينة ليهجر بعدها مع آلاف من أهالي مدينة حلب إلى شمال إدلب ويسكن في أحد المخيمات التي تأوي المهجرين من مدينة حلب.

“عريفه” ابنة جميل مصابة بشلل الأطفال

يعاني جميل من نوبات صرع متكررة بسبب ما تعرض ويتعرض له من ضغوط وقصف وتهجير، إضافة إلى نوبات رمل في الكليتين التي لا يستطيع إجراء عملية لها بسبب حالته المادية السيئة جداً.

يقول “أبو عبدو”: “أنا لا يهمني مرضي ومرض ابنتي بقدر حرقة قلبي عندما يطلب مني أطفالي ثيابا جديدة أو ألعاباً أو طعاماً معيناً وأنا لا أستطيع ذلك، تلك اللحظة التي أقهر فيها تعادل ألف مرض وألف موت وألف قذيفة، تلك اللحظة التي أتمنى أني لم أولد لأعيشها”.

يضيف “أبو عبدو”: “أعيش في خيمة من قماش لا تقي حر الصيف و لا برد الشتاء، وأحاول العمل دائماً حتى ولو بأجر زهيد لا يتعدى 500 ليرة سورية التي لا تكفيني ثمن 200 غرام من اللحم، حتى المساعدات التي كانت تعيننا على الحياة في هذه الظروف الصعبة انقطعت وأصبحت شبه معدومة”.

قصة أبو عبدو واحدة من آلاف قصص المعاناة التي يعيشها السوريون بسبب نظام الأسد المجرم، وقد تخلى عنهم القريب والغريب، ولا يملكون سوى الدعاء.

موقد بدائي تستخدمه زوجة “أبو عبدو” لطهي الطعام لعائلتها

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل