ظاهرة ارتفاع إيجارات البيوت تغزو ريف حمص الشمالي

فريق التحرير11 أكتوبر 2017آخر تحديث :
الاستهداف المستمر للأبنية السكنية من قبل قوات الأسد تسبب بنقص المعروض من المنازل الصالحة للسكن – تلبيسة – عدسة محمود بكور

ريف حمص الشمالي – محمود أبو المجد – حرية برس:

تشهد مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، ظاهرة تتمثل بارتفاع إيجارات البيوت، وهو ما يشكل أزمة حقيقية بالنسبة للمهجرين والنازحين إلى الريف المحاصر، الذي يعاني أهله أصلاً من الحصار والبطالة وسوء الأوضاع المعيشية.

أسباب كثيرة كانت وراء ارتفاع إيجارات البيوت أو بالأحرى طلب أصحاب البيوت الأجرة ممن يقطنونها من المهجرين من بيوتهم، يقول “علي العبدالله” وهو نازح من حيّ ديربعلبة لحرية برس أنه في بداية النزوح كانت المنازل متوفرة وبلا مقابل مادي، ولكن طول الأمد وسوء الأوضاع المعيشية دفع أصحاب المنازل لطلب إيجارات من القاطنين، يضيف العبدالله بأن ما زاد الطين بلة بحسب تعبيره، هو قدرة البعض على دفع إيجارات عالية وقيامهم بالمضاربة على مستأجرين سابقين، حيث يقومون برفع الأجرة مقابل الحصول على منزل، وكان البعض منهم يقوم بدفع زيادة على مستأجر سابق وهو الآن يقطن في بيت يدفع أجرته 15 ألف ل.س في نهاية الشهر، موضحاً أن الإيجارات كانت ترتفع تصاعدياً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع سعر صرف الدولار.

طلب متزايد مع استمرار تدفق النازحين

تتوسع الظاهرة مع استمرار الاستهداف المتعمد للأبنية السكنية من قبل قوات الأسد والذي تسبب بتدمير آلاف البيوت، والتدفق المستمر للمهجرين والنازحين من الحملة العسكرية على قرى ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي ابتداء من بلدة تيرمعلة و قرى المحطة وسنيسل وجوالك، وانتهاء بقرى حربنفسه وجرجيسة، بحسب ما أفاد السيد “حسن أبو العز” عضو المجلس المحلي لبلدة الدار الكبيرة لحرية برس، و الذي اعتبر أن قلة البيوت وزيادة الطلب عليها من أهم أسباب ارتفاع إيجارات المنازل.

“غازي المحمود” مسؤول عن منزلين لأخويه الذين هاجرا خارج البلاد، يقول لحرية برس بأنه بناء على طلب أخوته قام بتأجير منزليهما على أن يعود النفع له لعدم قدرتهما على مساعدته، يضيف المحمود أنه يدرك حجم المعاناة التي تواجه المتسأجرين في نهاية الشهر، لكنه يؤكد في الوقت ذاته بأنه يتقاضى 12 ألف ل.س عن كل منزل وهي لا تكفي حتى لمصروف عائلته المكونة من خمسة أشخاص.

سوء الأحوال المعيشية وقلة الحيلة يدفع بالكثير من الناس إلى السكن في منازل لا توفر أدنى المعايير الإنسانية، فمنهم من يسكن غرفة بمدرسة شبه مدمرة ومنهم من بنى خيمة في العراء ومنهم من لا زال يبحث عن سقف يأويه وعائلته.

وتأوي مدن وبلدات الريف الشمالي نحو 300 ألف نسمة يعيش معظمهم تحت خط الفقر في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد منذ نحو أربع سنوات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل