لطالما خضعت وسائل الاتصالات لرقابة الأجهزة الأمنية لنظام الأسد مما أعاق الناس عن التعرف عما يدور في العالم من أحداث والتواصل مع الخارج عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل الثورة عبر مراقبة خطوط الانترنت، ومع بداية الثورة السورية عمد نظام الأسد لقطع الإنترنت بشكل كامل عن المناطق الثائرة بهدف منع التواصل والتنسيق بين المناطق الثائرة، فضلاً عن تعتيم على جرائمه بحق الشعب السوري.
الأمر الذي جعل الناشطين يلجؤون إلى استخدام الإنترنت الفضائي كوسيلة لنقل الانتهاكات وإيصال صوت الشعب السوري إلى العالم، ومع انقطاع كافة وسائل الاتصال حتى الاتصالات السلكية منها، أصبح جميع الناس بحاجة لوسائل بديلة، وقد دعت الحاجة إلى فتح صالات الإنترنت التي انتشرت بكثافة في المناطق المحررة، ففي ريف حمص الشمالي يزداد عدد الصالات بشكل ملحوظ لأنها أصبحت مصدر رزق لدى أصحابها.
يقول السيد محمود العلي مالك إحدى صالات الإنترنت لـ”حرية برس” أنه قبل بدء الثورة كان يعمل في مجال الاتصالات وهذا الأمر الذي سهّل عمله، يوضح بأن عمل الصالات يعتمد على الحصول على خطوط الإنترنت من دول الجوار و هذا الأمر الذي لا يمكن لأجهزة النظام مراقبته أو التحكم به.
ويضيف العلي: لكل عمل صعوبات تواجهه و أهم تلك الصعوبات هو الحصول على المعدات في ريف حمص الشمالي كونه منطقة محاصرة، والاعتماد الأكبر على توزيع محطات الانترنت أو بما تعرف بالنواشر والتي يتم توزيعها في الأحياء عبر مستقبل من الشبكة الرئيسية للصالة وبدوره المستقبل يعطي للناشر الذي يتم استقبال النت عبره من أجهزة الموبايل.
كما أن تسعيرة الإنترنت بحسب السيد محمود أقل و بفارق كبير عن الإنترنت في مناطق النظام الذي لطالما كان يمنع الحريات الشخصية عن المواطنين.
“أحمد أبو لؤي” ناشط إعلامي يقول بأن الإنترنت غير المراقب كان له دور كبير و فعال و إيجابي في إيصال الحقيقة للخارج، ويضيف بأن الصعوبات كانت كبيرة في بداية الثورة كون الإنترنت كان مراقباً ويتم قطعه والتحكم به من أجهزة النظام، يقول أحمد أنه لولا الانترنت لما استطاع الناس التواصل مع بعضهم البعض في الداخل و الخارج.
يُشار إلى أن عدد صالات الإنترنت في ريف حمص الشمالي يبلغ أكثر من 600 صالة في مدن وبلدات الريف المحاصر.
Sorry Comments are closed