بين الموك ومليشيات النظام.. مخيم الحدلات.. الحقيقة كاملة

فريق التحرير27 سبتمبر 2017آخر تحديث :
مخيم الحدلات على الحدود السورية الأردنية – حياة بشر في مهب الصحراء

تقرير: محمد النعيمي – حرية برس:

مخيم الحدلات أحد ثلاثة مخيمات تنتشر على الشريط الحدودي مع الأردن في البادية السورية، لجأ أكثر من عشرة آلاف نسمة إليه من المحافظات السورية، كان قاطنو المخيم يشكون من انقطاع المساعدات عنهم بشكل نهائي خاصة بعد إعلان السلطات الأردنية إغلاق الحدود، وهو القرار الذي جاء على خلفية التفجير الذي استهدف أحد المواقع التابعة للجيش الأردني والذي تبناه تنظيم الدولة في شهر يونيو حزيران2016.

إغلاق الحدود أدى إلى تفاقم معاناة اللاجئين، فالعطش والجوع سيدا الموقف هناك، فضلا عن البرد القارس ليلاً والحر الشديد نهاراً، وهو وضع جعل سكان المخيم عرضة للأمراض والأوبئة.

واقع مأساوي انعدمت معه كل احتياجات الحياة الأساسية ولم يعد أمام اللاجئين من خيار سوى التكيف معه، معاناة مخيم الحدلات تعيشه كافة المخيمات والتجمعات في البادية السورية، فمخيم الركبان الذي يعيش فيه عشرات الآلاف ممن تقطعت بهم السبل مازالوا في انتظار لحظة الخلاص.

خيام النازحين في مخيم الحدلات تعكس انعدام الاهتمام الدولي بمأساة النازحين

ولم يتوانى نظام الأسد والميليشيات الموالية له عن قصف مخيمات النازحين منذ سنتين حتى الآن، مما أدى الى استشهاد وجرح العشرات من سكان المخيم.

وفي اليوم الاول لعيد الأضحى المبارك، أعلن فصيلا «قوات أحمد العبدو» و”لواء شهداء القريتين” التابعين للجيش الحر والعاملين في البادية قرب الحدود الأردنية بدء إخلاء مخيم «الحدلات» للنازحين قرب الحدود، بهدف نقل المقيمين فيه إلى مخيّم الرقبان، استجابةً لطلب من «غرفة الموك»، واستعداداً لانسحاب قواتهما نحو الأردن.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن المتحدث باسم لواء شهداء القريتين سعيد سيف، قوله إن «التطمينات التي بنينا عليها مواقفنا حال انسحابنا، والتي حصلنا عليها من البنتاغون باعتباره المسؤول عن حامية التنف التي تبعد 18 كيلومتراً عن مخيم الرقبان، تشير إلى أن منطقة المخيم منزوعة السلاح وتحت الحماية».

وسبق أن تقلص نزلاء مخيم الحدلات من 10000 الى 6000 في الأيام الأخيرة، ومع اقتراب قوات نظام الأسد من المخيم الذي أصبح ضمن المدى المجدي لمدفعية النظام وميليشياته، تم اتخاذ القرار باخلاء المخيم لينزح 50% من النازحين المقيمين فيه إلى مخيم الركبان الذي يغص أصلاً بعشرات الآلاف من النازحين، لاتتوفر لهم الحدود الدنيا من احتياجات البقاء، هذا عداك عن اغلاق الحدود الاردنية وانقطاع المنظمات واستغلال الاهالي من بعض الفصائل. أما البقية فقد تشتتوا في البادية او اتجهوا نحو مخيمات حوران العشوائية.

وحسب تصريح أحد مسؤولي الفصائل فإن اخلاء المخيم جاء بأمر من غرفة الموك في الاردن والمدارة أمريكياً، كمقدمة للتفاوض مع الروس لاخضاع المنطقة للاتفاق المسمى “خفض التوتر”.

الرابطة السورية لحقوق اللاجئين اعتبرت في بيان لها أن عملية الإخلاء دون تأمين الحد الأدنى لمقومات الحياة هي حلقة من سلسلة جرائم تقوم بها كل الجهات المعنية بالقضية السورية دولياً وإقليمياً ومحلياً بحق المدنيين وهي محاولة تهدف إلى “جر القضايا الانسانية واستغلالها وتسخيرها لمصالح سياسية” وفق ما أعلنته الرابطة.

بعض المنظمات قدمت القليل القليل لنزلاء مخيم الركبان الذي تسيطر عليه عسكريا فصائل معارضة على رأسها جيش العشائر، حيث بلغت التعديات والاستغلال والمتاجرة بالنازحين حداً أكبر من أن يُسكت عنه، وكل ذلك تحت أنظار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدّعي دفاعها عن حقوق الانسان.

وفي حديث لمراسل “حرية برس” في ريف درعا يقول شلاش الأحمد، رب أسرة تتالف من 6 أفراد بينهم 4 أطفال، نازحون من ريف حمص الشرقي إلى مخيم الحدلات: “تم تهجيرنا مرتين، الأولى من منازلنا في ريف مدينة تدمر، إلى مخيم الحدلات، والآن يتم تهجيرنا للمرة الثانية من خيامنا في الحدلات إلى مخيم أسوأ منه، في الركبان”.

ويضيف شلاش الأحمد: “حرموا أطفالنا من التعليم والطبابة، وحتى الغذاء، والآن يحرمونا من الأمان النسبي الذي كنا نقبل به حتى لا تشرد عائلاتنا من جديد”.

ويتابع: “وصلنا إلى مخيم الركبان، ونشعر بالقلق والخوف من الانفلات الأمني هنا وانعدام مقومات الحياة للبشر، وما يحصل اليوم في مخيم الركبان من انقطاع للمياه وللدواء والغذاء هو وصمة عار على جبين الجميع”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل