“نحن لا نريد الشفقة ولا العطف نريد أن نُعامل بشكل طبيعي” بهذه الكلمات بدأ زكريا حديثه معي، “زكريا مشو” شاب سوري يبلغ من العمر 22 عاماً، أصابته شظية من قذائف الأسد العشوائية بالنخاع الشوكي ما تسبب له بشلل نصفي في قدميه أفقده القدرة على الحركة منذ ثلاث سنين، لكنها لم تأخذ العزيمة والإصرار من عينيه وفكره، بل شعرت خلال لقائي معه بأنه يملك أملاً أخجلني أمام عظمته.
يروي زكريا كيف أثرت عليه الإصابة وغيرت مجرى حياته فيقول: “بعد اصابتي بأشهر عدت إلى حلب لأكمل مشواري الثوري في المظاهرات والأعمال السلمية ضد نظام الأسد، متحدياً كل ما سببته لي قذائفه.
بعد عدة أشهر وبسبب الانقطاع التام للكهرباء وسوء الخدمات الطبية، اضطررت الى مغادرة حلب باتجاه تركيا لاستكمال علاجي وهنا كانت المعاناة الكبرى، فقد عانيت الأمريّن في الطريق حيث وصلت إلى تركيا بعد ساعتين متواصلة من السير بكرسي متحرك في طريق وعر.
لم تكن تلك نهاية المعاناة، مرّت ثمانية شهور، وبدأت أحس بالضعف والوحدة، تسربت الآلام لداخلي، شعرت بالعجز بعد أن كنت أمشي على قدميّ وبتّ أراقب المارة على كرسيي المتحرك كيف يقومون بأعمالهم دون مساعدة أحد، لكني لم أترك تلك الأفكار تسيطر عليّ، بل بدأت البحث عن عمل وأيقنت أن إصابتي ليست النهاية بل علي مواصلة المشوار إلى النهاية بكل أمل.
يعمل زكريا اليوم مع منظمة “سند” لذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن خضع لعدة دورات تأهيل تعرّف من خلالها على حقوق ذوي الاحتياجات الاحتياجات الخاصة، وشكل مع المنظمة فريق مناصرة خاص بهم، جميع أفراده كان لهم تجربتهم الخاصة مع الإصابات المختلفة.
يتمحور هدف الفريق اليوم على مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة المجالات والذين يصل عددهم إلى 974 بحسب احصاءات المنظمة، ومحاولة إيجاد وظائف لهم في المنظمات والشركات السورية عبر جمع البيانات الشخصية لهم، حيث يؤكد “زكريا” وجود خبرات وشهادات دراسية معهم لكنهم لم يتمكنوا من توظيف أي شخص حتى الآن، مشيراً إلى أنه لن يتوقف عن المحاولة حتى يحقق مبتغاه.
وفي الختام يقول زكريا أنه سوف يجمع الأشخاص الذين تسبب الأسد وحلفاءه بإعاقتهم ليقدموا دعوى في الأمم المتحدة عليهم وينالوا كافة حقوقهم.
عذراً التعليقات مغلقة