كيف خسر الثوار ريف اللاذقية؟

فريق التحرير16 سبتمبر 2017آخر تحديث :
هاشم حاج بكري - حرية برس
الثوار في ريف اللاذقية – عدسة هاشم حاج بكري

خمسة أعوام من الثورة السورية خضعت بها مناطق جبلي الأكراد والتركمان لسيطرة فصائل الثوار، خمسة أعوام لم يستطع نظام الأسد تحقيق أي تقدم عسكري يذكر رغم المحاولات العديدة والحملات العسكرية الكبيرة التي شنها، لكن مع بداية عام 2016 خسرت فصائل الثوار ريف اللاذقية بشكل شبه كامل، فما هو السبب في هذه التراجع؟.

تعتبر منطقة ريف اللاذقية منطقة استراتيجية للنظام والثوار، بالنسبة لنظام الأسد تعتبر هذه المنطقة تهديداً كبيراً لمراكز القرار في اللاذقية والقرداحة “مسقط رأس بشار الأسد”، بالإضافة إلى قربها من مناطق حاضنته الشعبية، التي يقاتل معظم شبابها ضمن صفوف جيشه ومليشيات شبيحته منتشرين في كافة المحافظات السورية، وأي تقدم لقوات النظام في منطقة ريف اللاذقية باتجاه مناطق نظام الأسد “قرى العلويين في الساحل” سوف يؤثر بشكل كبير على مقاتليه في باقي المناطق الذين سوف يفضلون العودة والدفاع عن قراهم بدل القتال في أماكن بعيدة كإدلب وحمص ودير الزور وغيرها.

أما بالنسبة للثوار، فمعظم المقاتلين الذين يتبعون للجيش السوري الحر والذين كانوا يسيطرون على هذه المناطق، هم من السكان الأصليين لها، فهم يدافعون عن أرضهم وعن أهلهم وقراهم، كما أن ريف اللاذقية يعتبر ورقة هامة جداً للضغط على نظام الأسد حيث كانت هذه الفصائل تستطيع الوصول بصواريخها إلى أي منطقة تريدها وقتما تشاء، فقد استهدفت مواقع أمنية هامة جداً داخل مدينة اللاذقية كما استهدفت مدينة القرداحة مرات عديدة .

يقول المساعد أول المنشق عثمان اسبرو لـ “حرية برس”: يرجع سبب خسارة هذه المناطق إلى طبيعة تعامل فصائل الثوار مع تشكيلاتها العسكرية فالتشرذم الحاصل بوقتها كان سبباً من أسباب الخسارة بالإضافة إلى الأجندة المخابراتية لبعض الدول والولاء لهذه الأجندة من قبل بعض الفصائل.

ويضيف اسبرو أنه كان بإمكان تلك الفصائل الصمود بوجه النظام وروسيا، ويؤكد اسبرو:  “لو عمل الثوار جيدا على التحصينات القوية وخطوط الدفاع، الأول فالثاني فالثالث وهكذا، وتمردوا على الأجندات والمرجعيات الدولية، لكان من الممكن أن تسقط موسكو ولا يسقط جبل الأكراد، فالجغرافيا الجبلية في ريف اللاذقية لايستهان فيها، فهي تمتاز بقممها وأدواتها ووعورة بعض المناطق وطرقها الإجبارية، فهي حصن حصين على أعدائنا، فما بالك أن أشتغلت الكتائب على أعمال التحصينات الهندسية، فلن يستطيع أن ينال منها أحد، وقرية الكبانه خير مثال، حيث تحاول قوات النظام ومن خلفها روسيا بكل الوسائل للسيطرة عليها لكن دون جدوى”.

كتائب الثوار كانت تسيطر على ما يقارب 40% من ريف اللاذقية مقسمة على جبلي الأكراد والتركمان، حيث كان جبل الأكراد تحت سيطرتها بشكل كامل، في حين كانت تسيطر على ما يقارب 30% من جبل التركمان، وخضعت هذه المناطق في تلك الفترة إلى إدارة بعض كتائب الجيش الحر بالإضافة للكتائب الإسلامية بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة مطلع عام ٢٠١٤.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل