مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد أسواق الأضاحي في ريف حمص الشمالي حالة من الركود، نتيجة عدم قدرة الكثير من المواطنيين على الشراء بسبب تدنّي الأوضاع المعيشية، وبفعل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الأسد ومليشياته الطائفية على مناطق الريف الحمصي منذ أكثر من 5 سنوات الذي أدى لجنون في الأسعار اجتاح كل السلع والخدمات.
يقول “أبو حيان” وهو تاجر ماشية من ريف حمص لـ”لحرية برس”: الإقبال ضعيف للغاية، العام الماضي كنت أبيع من 10 إلى 15 رأس ماشية في الأسبوع، وهذا العام أبيع نحو 3 رؤوس فقط أسبوعياً. نعم هناك ارتفاع في الأسعار، لكن انظر أيضاً إلى أسعار الأعلاف وإلى أين وصلت!.
يبلغ متوسط سعر كيلو اللحوم الحمراء 3000 ل.س ويرتفع إلى ما بين 3500 – 4000 ل.س للحم الضأن لدى القصابين، بينما تتراوح أسعارالكيلو الواحد للخاروف من 1500 – الى 2200 ل.س أي مايعادل 4 دولار أمريكي مرتفعاً بنسبة 20 % عن العام السابق.
يقول “علي” وهو راعٍ للأغنام: تعد الأغنام البلدية (السورية) من أفضل المواشي في العالم ولحمها من أزكى اللحوم نظراً لجودة المراعي في سوريا، وقد اضطررنا لرفع الأسعار هذه العام بسبب قلة الأمطار والمراعي والحصار المفروض علينا ومنع إدخال مواد العلف للمواشي، كنا نستأجر الحقول بعد حصاد القمح والشعير في الأعوام السابقة لكن القصف الذي طال الحقول الزراعية أدى لاحتراق مساحات واسعة من المزروعات كالقمح والشعير مما زاد الأمر سوءًا وأدى بالنهاية إلى إرتفاع أسعار الأعلاف، قلة المياه وجفاف غالبية الآبار جعلتنا نشتري الماء من أماكن أخرى تنقل عبر صهاريج وهذا الأمر مكلف للغاية
“أبو أحمد” مواطن من ريف حمص يقول: في كل عام نذبح الأضاحي لنحيي سنن الأنبياء عليهم السلام، هذا العام لم نستطع شراء أضحية واحدة لقلة الأموال وارتفاع أسعار الأضاحي، لم يعد بمقدور المواطن أن يشتري الأضحية كما في الأعوام السابقة، ليس لدينا دخل ونعاني من صعوبة تأمين حاجياتنا اليومية فكيف بمقدورنا أن نشتري الأضاحي!.
يعمل “عبد العليم أبو ياسر” في مكتب إغاثي بريف حمص، يقول إن نسبة كبيرة من المواطنين في ريف حمص الشمالي أصبحو تحت خط الفقر بسبب الحرب وانتشار البطالة، سابقاً كان الفقير يشتري اللحم كل أسبوع مرة وميسوري الحال مرتين في الأسبوع، في وقتنا هذا ينتظر الفقير وجبات الإفطار في رمضان وعيد الأضحى المبارك حتى يحصل على 1 أو 2 كيلو من اللحم
ليصنع منها وجبة (الكبة) مرة واحدة كل عام.
عذراً التعليقات مغلقة