اضطر عشرات الآلاف من المدنيين إلى الهرب من القتال في معاقل الدولة الإسلامية، والالتجاء إلى مخيمات بالكاد تفي بالغرض.
ومع تراخي قبضة الجماعات المسلحة في سوريا، وضغط القوى المدعومة من الولايات المتحدة على عاصمتها الرقة فإن حوالي الـ 40 مخيماً ممتداً في الشمال الغربي للبلاد تستقبل مابين 2000 إلى 10000 شخصاً مع تزايد في أعداد الوافدين يومياً.
تستغرق رحلة الهرب إلى مخيم النزوح بالنسبة لزوجين شابين أكثر من 10 ساعات سيراً على الأقدام ضمن درجة حرارة مرتفعة، أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم أسر أكبر ممن يحملون الرضع أو الكبار في السن على ظهورهم فقد تستغرقهم الرحلة عدة أسابيع.
و قد فرّ أكثر من 20 ألف شخص من الرقة منذ نيسان الماضي، بعد أن بدأت الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية على الريف المحيط بالمدينة أولاً ثم باتجاه وسط المدينة. كما فرّ عشرات الآلاف من المنطقة المحيطة بدير الزور بعد أن شن التحالف بقيادة الولايات المتحدة عدة ضربات جوية.
يحاول مقاتلو الأكراد التابعون لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الكشف عن مقاتلي الدولة الإسلامية عن طريق مصادرة الهوية للوافدين الجدد في ما يسمى بنقاط العبور للمخيمات.
يقول عمال الإغاثة إن بعض المخيمات القريبة لا تتوفر لها حتى الخدمات الطبية الأساسية، المياه محدودة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، بعض المخيمات فقط تمتلك الكهرباء أو المراحيض، ومن الممكن أن تكون العواقب مميتة.
وفي زيارة قامت بها “إنجي صادق” المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مخيم _عين عيسى _ وهو الأكبر، التقت مع وفدها بأب توفي ابنه حديث الولادة بسبب نقص في الرعاية الطبية أثناء الحر. وعلقت قائلة: “لقد كان الأمر محبطاً.. فقد واصل سحب هاتفه ليعرض لنا الصور”.
ويعرب الأطباء عن قلقهم بشكل خاص إزاء الرعاية النفسية للأطفال الفارين. وقالت “راهيا شرهان”التي تعمل طبيبة مع وكالة الأمم المتحدة للأطفال “يونيسيف” : “إنه أمر مثير للصدمة ! وجوههم مجمدة، لاتضحك ولاتبكي .. إنه لأمر فظيع”.
وأفادت “فانيسا كراموند” المنسقة الشمالية في منظمة “أطباء بلا حدود” في شمال سوريا: “إن الأشخاص الذين ينتهي بهم المطاف في هذه المخيمات قد لجأوا لذلك لأن لا خيار آخر لهم. إن التحدي كبير بما فيه الكفاية عندما نتعامل مع الأشخاص الذين يصلون خلال أشهر الصيف. نحن نكافح حقاً لتلبية الاحتياجات الآن، وأخشى مما ينتظرنا عندما تنخفض درجات الحرارة”.
- ترجمة: رانيا محمود – حرية برس
عذراً التعليقات مغلقة