غارديان: سقوط الرقة هو المرحلة الأكثر دموية

فريق التحرير21 يونيو 2017آخر تحديث :
قصف على مدينة الرقة – أرشيف

وصفت افتتاحية صحيفة غارديان البريطانية المرحلة الأخيرة لسقوط مدينة الرقة السورية بأنها الأكثر دموية، وقالت إن الخناق يشتد حول تنظيم الدولة الإسلامية في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط اضطرابات، وأي حسابات خاطئة أو حوادث عرضية يمكن أن تشعل بسهولة مواجهات أوسع لا يمكن لأحد أن يتحكم في تأثيرها المتصاعد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاستيلاء على عاصمة “الخلافة” سيكون رمزيا جزئيا، بمعنى نهاية منبع الإرهاب، وماديا جزئيا لأن الرقة ستوفر كنزا من المعلومات عن أعماله. والواضح أنه عندما يدحر تنظيم الدولة سيكون هناك سباق للسيطرة على الأراضي التي ستخلى، ولهذا فإن التنافس بين القوات يعني أخذ الحيطة لضمان عدم السماح للجنود المتهورين بتعكير صفو الأجواء.

وفي ظل هذا التنافس المحتدم بين الجهات الفاعلة الرئيسية، تساءلت الصحيفة: كيف ستبدو سوريا بعد تنظيم الدولة؟ ومن سيسيطر عليها؟ وقالت إن الديناميات المتبعة تمثل وصفة لعنف أكثر وليس أقل، حيث يأمل نظام الأسد أن يستفيد من مؤيديه الإيرانيين والروس لاستعادة الأراضي التي ثارت ضده عام 2011.

وألمحت الصحيفة إلى الغياب الواضح لإستراتيجية أميركية متماسكة لمستقبل سوريا بعد تنظيم الدولة وأن هذا الأمر لا ينبغي إغفاله، لأن الرئيس ترمب يقدم القليل من الرؤية مفضلا ترك جنرالاته لإدارة جدول الأعمال، كما أن الضربات الجوية الأميركية التي تسبب خسائر فادحة بين المدنيين، قد فشلت في تبديد هذه اللامبالاة.

ورغم عدم وجود خطة واضحة لسوريا، فقد تبنت إدارة ترمب نهجا أكثر عدوانية تجاه إيران وسعت لكسر تحالف موسكو العسكري والدبلوماسي مع طهران لإنهاء حرب الأسد.

ورأت الصحيفة أن الوضع السوري المعقد يجب أن ينظر إليه في ضوء عمليات إعادة الاصطفاف الإقليمية، كزيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي -الحليف الرئيسي لإيران- إلى الرياض في محاولة لتعزيز المصالحة، وتخطيط السعودية وإسرائيل لمفاوضات تجارية، ومحاولات الدولة الخليجية لعزل قطر الداعمة لتحركات الربيع العربي، وموقف تركيا الداعم لقطر بعزمها على إجراء مناورات حربية مشتركة.

وختمت بأن هذه أوقات محفوفة بالمخاطر، وهناك حاجة ماسة إلى التفكير الفطن والرؤوس الهادئة من جميع الأطراف في سوريا.

  • المصدر: الجزيرة نقلاً عن “غارديان”
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل