أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونتيور الأمريكية أن إيران، تمهد على ما يبدو لوجود طويل الأمد في سوريا معتبرة أنه أمر سيزعج إسرائيل الجارة، كما أنه بدأ يلفت انتباه واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن رندة سليم، الباحثة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، قولها إن أفضل إستراتيجية لردع النفوذ الإقليمي لإيران هو إضعافها في سوريا؛ وذلك بحرمانها من الموارد التي استثمرتها من خلال نظام الأسد، مشيرة إلى أن النظام يرسخ محور إيران وسوريا والعراق وحزب الله، وحرمان إيران من سوريا لا يعني إضعافها في لبنان من خلال حزب الله، وإنما أيضًا في المنطقة ككل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما قبل أسبوعين بموسكو، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في سوريا ما بقيت القوات الإيرانية هناك، مؤكدًا أن إيران تسلح نفسها وقواتها ضد إسرائيل، ومن ضِمن ذلك داخل الأراضي السورية، وهي في الواقع كسبت موطئ قدم.
وأشار نتنياهو خلال لقائه بالرئيس الروسي إلى موضوع القاعدة البحرية الإيرانية، في وقت لا تزال استجابة روسيا حول مخاوف إسرائيل غير واضحة، ويرى محللون أن روسيا لا يمكنها أن تمارس أي ضغط على حليفتها الإيرانية في الساحة السورية.
ولا يبدو أن إيران تنوي التخلي عن سوريا، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال الجنرال محمد حسين باقري، رئيس أركان القوات الإيرانية: إن إيران يمكنها في المستقبل بناء قواعد بحرية في كل من سوريا واليمن، حيث تقدم طهران دعمًا عسكريًّا للميليشيات الحوثية في اليمن.
وعلى الرغم من أن الحلف الإيراني الروسي واللبناني في سوريا قد أصبح له اليد الطولى في الصراع -حسبما تقول الصحيفة- فإن الحرب لم تنته بعدُ، خاصة في ظل النقص العددي الكبير الذي يعانيه جيش النظام السوري، ما يعني أنه سيبقى بحاجة إلى حلفائه.
وقال فريدريك سي هوف، الباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط: إن إمكانية العمل مع روسيا للحد من النفوذ الإيراني في سوريا يجري بحثها، مشيرًا إلى أن الروس أبلغوا أعضاء المعارضة السورية أنهم سئموا من عدم احترافية جيش الأسد والميليشيات الشيعية التي جلبتها إيران من العراق ولبنان وأفغانستان، غير أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي ستفعله موسكو حيال ذلك.
وربما تكون المحاولات الدبلوماسية الإسرائيلية لعرقلة الوجود الإيراني في سوريا قد فاتت، حيث ذكرت صحيفة نيزافيسمايا غازيتا الروسية، الأسبوع الماضي، أن الأسد أبلغ بالفعل موسكو أن إيران ستبني قاعدة بحرية بالقرب من قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها روسيا حاليًّا.
وفي حال تأكد ذلك، فإن قاعدة بحرية إيرانية بسوريا ستمنح طهران القدرة على نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، كما أن ذلك قد يخلق احتكاكًا في مياه البحر المتوسط الذي تنتشر فيه زوارق البحرية الإسرائيلية والأسطول السادس الأمريكي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح أكثر من مرة بأن إدارته عازمة على ردع إيران، ليس في سوريا وحسب، وإنما في أي مكان آخر بالمنطقة، واندلعت حرب كلامية بين الجانبين إلا أنها سرعان ما توقفت.
ترجمة: الخليج أونلاين
Sorry Comments are closed