موسكو – وكالات
بدأت روسيا بسحب معداتها العسكرية من سوريا، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الثلاثاء بعد ساعات على إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، سحب القسم الأكبر من القوات الروسية من هذا البلد. وأعلنت الوزارة الروسية أن دفعة أولى من الطائرات الروسية بدأنت تغادر قاعدتها في سوريا.
وصرحت في بيان أن “تقنيين بدأوا بتحضير الطائرات لرحلات طويلة المدى إلى قواعدها في روسيا”، مضيفة أن القوات العسكرية تقوم بتحميل معدات وتجهيزات على متن هذه الطائرات. وأضافت أن العاملين في قاعدة “حميميم” الجوية في اللاذقية بسوريا بدأوا إعداد الطائرات لمغادرتها إلى روسيا.
وأوضح المكتب الإعلامي للدفاع الروسية، أن العاملين بالقاعدة يقومون الآن بشحن طائرات النقل العسكرية بالمعدات والأجهزة التقنية وغيرها من الممتلكات، استعدادا للعودة. كما أشار البيان الصادر عن المكتب الإعلامي إلى أن الطائرات الروسية في حال قيامها بقطع مسافة تربو على 5 آلاف كيلومتر، ستهبط بشكل إضافي في مطارات روسية للتزود بالوقود والتأكد من سلامة حالتها التقنية.
دي ميستورا: تطور مهم في المفاوضات
من جهته، أعلن موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا يشكل “تطورا مهما”، معربا عن الأمل في أن يكون له “تأثير إيجابي” على مفاوضات السلام في جنيف.
وصرح دي ميستورا في بيان تلاه أحمد فوزي، أحد المتحدثين باسم الأمم المتحدة في جنيف، أن “إعلان الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين في اليوم نفسه لبدء هذه الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف، هو تطوّر مهم نأمل أن يكون له تأثير إيجابي على تقدّم المحادثات التي تسعى للوصول إلى حل سياسي للنزاع في سوريا، وإلى انتقال سياسي سلمي في هذا البلد”.
إلى ذلك، عرض التلفزيون الرسمي الروسي، اليوم الثلاثاء، صورا لأفراد في قاعدة جوية روسية في سوريا وهم يحملون معدات على متن طائرة نقل لإعادتها إلى روسيا.
وأظهرت الصور التي بثتها قناة “روسيا 24” التلفزيونية، قوات تحمل المعدات على متن طائرة إليوشن آي.ال-76 للنقل الثقيل في قاعدة حميميم الجوية الروسية بمحافظة اللاذقية.
الصحف الروسية: الانسحاب بدل الغرق
من جانبها، أوردت الصحف الروسية، الثلاثاء، أن إعلان انسحاب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية من سوريا يتيح لموسكو تقديم تدخلها في هذا البلد بمثابة انتصار سياسي، كونها أعطت أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.
وكتبت صحيفة “كومرسانت” أن “موسكو كان يمكن أن تغرق في مستنقع هذه الحرب، إلا أنه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) أعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول إن حملته في سوريا انتصار له”.
وأشارت صحف عدة إلى أن إعلان موسكو المفاجئ في الوقت الذي بدأت فيه جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة السوريين من شأنه أن يشجع عملية السلام.
وكتبت صحيفة “ايزفستيا” القريبة من الكرملين أن “سحب القوات الروسية يضع حدا للتوتر الذي تثيره الغارات الجوية” الروسية، وأضافت أن “الانسحاب يظهر أيضا أن جيش النظام السوري بات قادرا الآن على مواجهة قوات تنظيم داعش بنفسه”.
وأضافت الصحف الروسية أن الكرملين أراد تفادي تكرار تجربة الاتحاد السوفياتي سابقا في أفغانستان، حيث خاض الجيش الأحمر حربا استمرت عشر سنوات بين 1979 و1989.
Sorry Comments are closed