أكرم المليحان – حرية برس
وجهت قوات الأسد يوم أمس الثلاثاء تهديداً صريحاً لبلدة محجة، وذلك عن طريق ذراعها الأمنية “وفيق ناصر” رئيس فرع الأمن العسكري، الذي أرسل وفد “مصالحة” إلى البلدة المحاصرة ليخيّرهم ما بين تسليم السلاح والمنشقين والثوار المتواجدين في البلدة أو الحرب وتدمير البلدة على رؤوس قاطنيها.
تعتبر بلدة محجة محاصرة من كافة النواحي، حيث تقبع كتيبة صواريخ دفاع جوي جنوب غربي البلدة على تل المقداد الصغير، ومن الجنوب الشرقي حاجز النجيح، ومن الشرق مستودعات التسليح وحاجز المجبل وبلدة الوردات، ويحدها حاجز تُبنة على الاوتستراد الدولي من الشمال، أما من الغرب فيوجد طريق محجة – الفقيع وهو تحت سيطرة قوات الأسد بعد أن أحكم قبضته على بلدة الفقيع.
كان الثوار والمدنيون من محجة يستخدمون طريق الوردات شرقاً وطريق الفقيع غرباً للتسلل إلى خارج البلدة والوصول إلى المناطق المحررة، وهذا ما استحال الآن بعد سيطرة النظام على بلدة الفقيع في الشهر الجاري، وبعد أن تمركزت قواته في الوردات التي يتسلل الثوار من خلالها إلى منطقة اللجاة والتي كانت أفضل نقطة عسكرية يمكن من خلالها قطع الطريق الدولي دمشق – درعا وذلك كونها امتداداً لمنطقة اللجاة وبالتالي فهي تتميز بتضاريسها الضخرية التي تسمح للجيش الحر بالوصول إلى مشارف الطريق الدولي واستهدافه، وهذا ما خسره الثوار بعد أن قام النظام برفع ساتر موازي للطريق الدولي من جهة الوردات.
المهلة المقدمة من عرّاب المصالحات وسيد الأقبية السوداء “وفيق ناصر” لبلدة محجة تنتهي الساعة الثامنة مساءً من اليوم الأربعاء وهي التي قام الثوار برفضها والرهان على خيار الصمود والمقاومة، مما ينذر بخطر محدق يتربص بـ 30 ألف مدني يسكنون البلدة، سيرزحون تحت القصف المدفعي والجوي في حال أقدم جيش الأسد على اجرامه المعهود باستهداف المدنيين، إلا أن المخاوف الحقيقة هي من احتلال البلدة وتهجيرهم والتنكيل بهم.
وهنا يُراهن الجميع على الجيش الحر وإمكانيتهم في التصدي للهجمة المتوقعة من قبل قوات النظام وعصاباته حيث أصدرت جميع فصائل الجبهة الجنوبية بيانات تعلن من خلالها استعدادها لنصرة بلدة محجة والتصدي لقوات النظام، ويتمثل ذلك بتكاتف الثوار وتوحيد الجهود لتخفيف الضغط عن البلدة وذلك بالقيام بعمل عسكري لفتح الطريق من محجة إلى المناطق المحررة ليتمكن المدنيين من الخروج من البلدة ويتمكن الثوار من إيصال المؤازات والذخائر إلى داخل البلدة.
يُذكر أن جبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام تعتبران من أبرز الفصائل المتواجدة في بلدة محجة وهم أول من أبدوا رفضهم التام للخروج من البلدة إضافة إلى عدة فصائل من الجيش السوري الحر.
Sorry Comments are closed