- سمر الدهني
هاجم العالم بأسره مؤيدي الأسد وأنصاره وهم يتراقصون فرحاً بانتصارات احتلال جلبه رئيسهم الى البلاد. لكنهم جميعاً كذلك، العالم بأسره أقام الحفلات فوق دمائنا؛ سراً وعلناً. لم يأبه يوماً للدفاع عن حضارة عمرها أكثر من سبعة آﻻف سنة، لم يأبهوا لكمية الدم الذي أريق وما زال يراق، لمستشفيات هدمت وكوادر طبية دفنت تحت أنقاضها.
أربعة أعوام من القصف الممنهج والحصار بحجة وجود بضعة مئات من المقاتلين! أيعقل أن ضمائهرهم استفاقت فجأة لما يحصل في حلب؟! أم أنها اتفاقية ضمنية بين الجميع بما فيهم بعض أطراف المعارضة والدول الحليفة للثورة (كما يزعمون) على تهجير أهالي حلب واقتلاعهم من جذورهم، في تغريبة ﻻ تشبه أي تغريبة قبلها؟
أيعقل أن ما يحدث في حلب أو سيحدث هو إعادة لما حصل في سربنيتشيا؟ هل المخطط هو القيام بمذبحة القرن الجديد ثم التنصل منها لفظاعتها، وتبدأ أميركا الدولة الأم الحنون بإمساك الخيوط مجدداً بعدما ورطت الروس وبقيت على الحياد مسلمة أمرها للتنديد والتهديد والوعيد وتضع الكل أمام خيار وحيد لا ثاني له فتخضع كل الأطراف بما فيهم الدب الروسي إلى قوانينها؟!
إذا صح الاعتقاد ستظهر أمريكا بدور راعي السلام والمظلومين؛ ومحقق العدالة الإلهية على الأرض؛ ثم تلتفت الى بلد آخر شب عن الطوق المرسوم له وأراد أهله الخلاص من الاستبداد والفساد وامتلاك حريتهم وكرامتهم.
لقد اجتمعت الدول العظمى على ثورتنا وتعامت عن كل ما فعله نظام الأسد من مجازر حولت مسار الثورة وحرفتها لتصبح حرباً أهلية؛ ثم صراعاً ذو طابع طائفي.
تعامت هذه الدول عن كل مآسي السوريين وما رافق ثورتهم المطالبة بالحرية من نكبات وموت وتهجير ودمار؛ وركزت على الحرب على اﻻرهاب! اليوم سوريا وغداً بلد آخر؛ والأيام دول.
لم ولن يعجبهم استيقاظ الشعوب من غفوتها؛ لم و لن يتقبلوا ولا حتى يتأقلموا مع ربيع فكري يعيد الألق لإرث ثقافي وحضاري عريق لشعوب هذه المنطقة، وكل ذلك من أجل الحفاظ على موازين القوى في العالم وهيمنتهم على مقدرات وقرار شعوب العالم. ﻻيهم إن قتل مئات األوف من البشر أو هجر الملايين؛ المهم أن تبقى الدول العظمى بكامل هيبتها وسلطتها على الشعوب. وكذلك يفعلون!!
Sorry Comments are closed