حرية برس
وثقت منظمة مراسلون بلا حدود مقتل 74 إعلامياً خلال العام 2016، في مناطقاً مختلفة من العالم، وذلك في تقرير نشرته المنظمة يوم الإثنين، وكان لسوريا النصيب الأكبر في عدد القتلى من الصحافيين.
وأعربت المنظمة في بيانها “عن أسفها لما عاشه الصحفيون من ملاحقات واضطهاد خلال عام 2016، الذي شهد مقتل ما لا يقل عن 74 إعلامياً بين محترفين وغير محترفين، حيث هناك من تعرضوا للاغتيال بينما لقي آخرون حتفهم خلال تغطية الأحداث على الميدان”.
ووثقت المنظمة مقتل 57 صحفياً محترفاً، و9 صحفيين مواطنيين و8 معاونين إعلاميين، وسجلت العدد الأكبر من القتلى الإعلاميين في سوريا حيث قُتل نحو 19 إعلامياً، فيما تلتها أفغانستان 10 صحفيين سبعة منهم قُتلوا في هجوم انتحاري ، والمكسيك 9 قتلى، والعراق 7 واليمن 5 قتلى من الإعلاميين.
وبحسب التقرير فقد قُتل معظم الصحفيين في بلدانهم بينما فارق أربعة آخرون الحياةً بعيداً عنها، “ففي أبريل/ نيسان، اغتيل السوري محمد زاهر الشرقاط، أحد أشد منتقدي تنظيم الدولة ومقدم برنامج ديني معتدل لقناة حلب اليوم، حيث أُصيب برصاصة في الرأس بأحد شوارع مدينة غازي عنتاب التركية، غير بعيد عن الحدود السورية، وقد تبنى تنظيم داعش اغتياله بعد بضع ساعات من لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه”.
كما “قتل المصور الصحفي الأمريكي ديفيد غيلكي – الذي كان يعمل لحساب المحطة الإذاعية الأمريكية العامة إن.بي.ار – حيث فارق الحياة في جنوب أفغانستان، على إثر كمين نصبته حركة طالبان للموكب العسكري الذي كان يرافقه. وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول، اغتيل الهولندي جيرون أورليمانس، الذين كان يعمل لحساب الأسبوعية البلجيكية كناك، برصاص قناص تابع لتنظيم الدولة في ليبيا، عندما كان المصور الصحفي يغطي الاشتباكات الدائرة في سرت بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وعناصر الجماعة الجهادية المسلحة. كما شهد نوفمبر/ تشرين الثاني مقتل مراسل التلفزيون الإيراني محسن خزاعي 44 عاماً جراء القصف في حلب، حيث كان يرافق موكب المقاتلين الإيرانيين الموالين للنظام السوري”.
وقد شهد هذا العام مقتل 5 صحفيات، 3 منهن قضوا في تفجير انتحاري بأفغانستان في 20 من شهر كانون الثاني/يناير 2016، وهن: مريم ابراهيمي، مهري عزيزي وزينب ميرزائي، والصحفية المكسيكية ” أنابيل فلوريس ساالزار” التي خطفت في بلدها وقتلت في الثامن من شهر شباط/ فبراير الماضي، والصحفية “سغال سلد عثمان ” من الصومال، والتي اغتيلت في العاصمة مقديشو في 5 يونيو/ حزيران من العام الحالي.
ورأت المنظمة أن هذا الانخفاض في عدد القتلى الصحفيين مقارنة بالعام الماضي “يُفسَّر بتزايد وتيرة فرار الصحفيين من البلدان حيث أصبحت الأوضاع خطيرة إلى حد رهيب، وعلى وجه التحديد في سوريا والعراق وليبيا، دون إغفال اليمن وأفغانستان وبوروندي، مما أدى إلى “بؤر سوداء” على المستوى الإعلامي حيث يسود الإفلات من العقاب بشكل لا يُطاق”.
وأضافت على ذلك “الرعب الذي يمارسه “صيادو حرية الصحافة” من خلال إغلاق وسائل الإعلام بشكل تعسفي وفرض رقابة جاثمة على الصحفيين”.
وقد أدانت المنظمة “الإفلات من العقاب الذي ينعم به مرتكبو جرائم القتل في حق الصحفيين، مستنكرة في الوقت ذاته تواطؤ الحكومات التي غالباً ما تميل بدورها إلى انتهاك حرية الصحافة والضرب بها عرض الحائط”.
وقال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، “إننا نشهد عنفاً متعمداً ضد الصحفيين على نحو متزايد“، مضيفاً أن “الصحفيين يُستهدفون ويُغتالون بسبب عملهم الإعلامي على نحو واضح لا غبار عليه“.
وأشار إلى أنه في الوقت ذاته أن “هذا الوضع المقلق يعكس بجلاء فشل المبادرات الدولية الرامية إلى حماية الصحفيين، بل إنه يدق آخر مسمار في نعش الإعلام المستقل في المناطق حيث تُفرض الرقابة وتنتشر الدعاية بكل السبل وشتى الوسائل، لا سيما في الأراضي التابعة لسيطرة الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط”.
يُذكر أن المنظمة كانت قد وثقت ما لا يقل عن 348 صحفياً في جميع أنحاء العالم، بزيادة نسبتها 6٪ مقارنة مع العام 2015. كما ارتفع عدد المحتجزين في صفوف الصحفيين المحترفين بنسبة 22٪، وذلك من خلال تقرير نشرت منذ أيام، حيث احتلت سوريا المرتبة الثالثة من حيث عدد الصحفيين المعتقلين والمفقودين والذي بلغ عددهم نحو 26 صحفياً، بينما كانت تركيا على رأس القائمة بنحو 100 صحفي.
عذراً التعليقات مغلقة