يعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، من المعارضين بشدة للاتفاق النووي الذي وقعته الولايات المتحدة والدول الكبرى مع إيران، وخلال فترة السباق الانتخابي أعلن أكثر من مرة أنه سيعمل على إلغاء هذا الاتفاق.
إلا أن هناك عدة أمور تجعل عملية إلغاء مثل هذا الاتفاق بالنسبة لإدارة ترامب المقبلة، أمراً غير ممكن، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.
ثلاثة ملفات خارجية كانت بارزة ضمن حملة ترامب الانتخابية؛ فبالإضافة إلى ملف إيران النووي ومعارضة ترامب له، كان الرئيس المنتخب يرى أن روسيا يمكن استمالتها لتصبح حليفاً لأمريكا، وأما الملف الثالث الذي ركزت عليه حملة ترامب الانتخابية فهو الصين، التي يسعى ترامب إلى ترويضها، ولكن ماذا إن تداخلت هذه الملفات الثلاثة كل منها مع الآخر؟
أولى العقبات التي ستواجه ترامب فيما يتعلق بملف إيران النووي الذي أعلن عن عزمه إلغاءه، أن لأمريكا شركاء خمسة في توقيع هذا الملف، أسهموا في صياغته والتوقيع عليه مع إيران؛ بينهم روسيا والصين.
فرنسا التي كانت ضمن الدول التي وقعت الاتفاق، باشرت عدة مشاريع تجارية مع إيران، بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا، حيث صرحت تلك الدول عقب فوز ترامب أنها ستواصل دعم الاتفاق النووي مع إيران.
أما بالنسبة لبكين وموسكو فالأمر أعقد بكثير؛ فلقد بدأت روسيا محادثات لإبرام صفقة أسلحة ضخمة لإيران تقدر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار، وفقاً لما ذكرته وكالة نوفوستي الروسية، حيث ستشمل هذه الصفقة دبابات من طراز تي 90 وأنظمة مدفعية وطائرات حربية وأخرى مروحية.
وفي الوقت ذاته فإن وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، وقع الاثنين في طهران مع نظيره الصيني اتفاقاً لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة.
ولكن رغم ذلك فإن إيران تدرك أن أي توسع عسكري أو نووي لها سيصطدم بالوجود الأمريكي البحري في منطقة الخليج العربي، وأيضاً سيؤدي إلى رفع احتمالية وقوع صدام مع السعودية أو حتى مع إسرائيل.
روسيا التي تعتبر المزود الأهم والأكبر للسلاح إلى إيران، تعتزم توريد مزيد من تلك الأسلحة قبل أن يتولى ترامب رسمياً إدارة البيت الأبيض، في الوقت ذاته فإن ترامب سبق له أن مدح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومن ثم فإن ترامب سيسعى لتعزيز علاقاته مع روسيا رغم إعلان موسكو نيتها زيادة صادرات الأسلحة إلى إيران.
إلا أن الشكوك في موسكو حول إمكانية استمرار ترامب في موقفه المؤيد لبوتين، والذي يسعى إلى تعزيز التعاون مع روسيا، قد تصطدم بالنخب السياسية في واشنطن التي لا ترغب بإقامة مثل هذه العلاقات، بحسب محللين سياسيين روس.
تداخل الملفات الخارجية سيجعل من الصعوبة أمام ترامب العمل على إلغاء اتفاق النووي مع إيران، وهو الذي أعلن أكثر من مرة أنه من المعارضين لهذا الاتفاق.
*وكالات
Sorry Comments are closed