هل بدأت روسيا حربها الصامتة في القامشلي؟

معدات إلكترونية تغيّر قواعد اللعبة في شمال شرق سوريا

فريق التحرير 330 يونيو 2025آخر تحديث :

حرية برس : رنيم سيد سليمان

أرسلت روسيا مؤخرًا معدات متطورة للحرب الإلكترونية إلى مطار القامشلي شمال شرق سوريا، في خطوة تمثل تحولًا نوعيًا في أساليب فرض النفوذ العسكري، بحسب ما نقلته شبكة “دير الزور٢٤”.

واعتمدت هذه المعدات على تكنولوجيا متقدمة لا تستخدم السلاح التقليدي، بل تركز على اختراق الأنظمة الرقمية ومراقبة الاتصالات وتعطيل شبكات الخصم، مما يفتح الباب أمام نمط جديد من الحروب في المنطقة يعتمد على السيطرة المعلوماتية بدلًا من الاشتباك المباشر.

وغيّرت روسيا بهذا التحرك طبيعة تدخلها العسكري في سوريا، فبدلًا من الاعتماد فقط على الدبابات والطائرات، باتت تسعى لبسط هيمنتها من خلال الشاشات والبيانات والبرمجيات، ما قد ينعكس على توازن القوى، خاصة في المناطق الحساسة مثل الحسكة والقامشلي، حيث يتقاطع النفوذ الروسي مع الأميركي والكردي.

وأثارت هذه الخطوة تساؤلات جدّية بين المتابعين للشأن السوري حول أهداف موسكو من هذه التحركات: هل تسعى إلى توسيع رقعة مراقبتها؟ أم تحاول إرسال رسائل غير مباشرة إلى خصومها في المنطقة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة؟

وأوضحت مصادر محلية، أن هذه المعدات قد تُستخدم في التجسس الإلكتروني، اعتراض الاتصالات، وحتى التشويش على أنظمة الملاحة والطائرات المُسيّرة، دون أن تترك أثرًا ماديًا مباشرًا، لكنها قد تخلق ارتباكًا أمنيًا أو شللًا في البنية التحتية الرقمية للأطراف المتواجدة.

وتُعتبر الحرب الإلكترونية من أكثر أشكال الصراع تعقيدًا في القرن الحادي والعشرين، حيث تُستخدم فيها التكنولوجيا لتعطيل أو اختراق الأنظمة بدون إطلاق رصاصة واحدة.

وقد برزت روسيا عالميًا كمنافس قوي في هذا المجال، خاصة بعد استخدامها في أوكرانيا وجورجيا، ويبدو أن إدخال هذا السلاح إلى سوريا يأتي ضمن استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل موازين القوى عبر أدوات غير تقليدية، لا سيما في مناطق تتقاطع فيها المصالح الدولية مثل شمال شرق سوريا.

ويؤشر هذا التحرك الروسي إلى أن ساحة الصراع دخلت مرحلة جديدة لا تُخاض فيها المعارك بالأسلحة فقط، بل أيضًا عبر البيانات والإشارات الخفية.

ورغم أن آثار الحرب الإلكترونية قد لا تكون مرئية، إلا أن تداعياتها السياسية والأمنية قد تكون عميقة وطويلة الأمد، فهل تستعد الأطراف الأخرى لهذا النوع من المواجهة؟ أم أن المفاجآت التقنية ستكون بيد موسكو وحدها؟

اترك رد

عاجل