إيران ترسل إشارات لاحتواء الحرب واستئناف المفاوضات النووية

فريق التحرير16 يونيو 2025آخر تحديث :
العلمين الإيراني والأميركي – أرشيف

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن طهران بدأت بإرسال إشارات غير مباشرة عبر وسطاء عرب، تُظهر فيها رغبتها بوقف الأعمال العدائية والعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، مع تحذيرات متزامنة من توسيع دائرة الحرب في حال استمرار التصعيد دون مخرج دبلوماسي.

وأفادت الصحيفة أن إيران قامت مؤخرًا بنقل رسائل إلى كل من إسرائيل والولايات المتحدة، مستخدمة قنوات دبلوماسية عربية، تؤكد فيها أنها: مستعدة لاستئناف المحادثات النووية، بشرط ألا تنضم واشنطن إلى الهجوم العسكري ضدها وترى أن من مصلحة الطرفين احتواء العنف وعدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة قد تكون كارثية للطرفين والمنطقة بأسرها.

وبحسب ما نُقل عن دبلوماسيين عرب، فإن طهران أبلغت بعض المسؤولين في المنطقة أنها ترغب في خفض التصعيد العسكري، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تطورت الحرب.

ووفق وول ستريت جورنال، فإن القيادة الإيرانية تراهن على أن إسرائيل لا تملك القدرة على تحمل تبعات حرب استنزاف طويلة الأمد، وترى أن تل أبيب قد تضطر في النهاية إلى البحث عن تسوية دبلوماسية.

وفي المقابل، أشارت مصادر الصحيفة إلى أن إيران: قد تُسرّع برنامجها النووي وتوسع نطاق الحرب في حال انسداد الأفق السياسي ،تعتبر أن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية خروج واضحة من هذا التصعيد وتُدرك أن تنفيذ ضربات كبيرة ضد منشآت مثل “فوردو” لتخصيب اليورانيوم يتطلب دعمًا عسكريًا أميركيًا مباشرًا، وهو ما لم يحصل بعد.

وفي الجهة المقابلة، تشير الصحيفة إلى أن القادة الإسرائيليين لا يظهرون حافزًا كبيرًا لوقف العمليات العسكرية، ويرون أن الفرصة متاحة الآن لـ:إضعاف القبضة الدينية على الحكم في إيران وتدمير المنشآت النووية الإيرانية الحساسة، قبل أن تُصبح محصنة بشكل كامل.

ورغم هذه الإشارات، أكّد وسطاء عرب لـوول ستريت جورنال أنهم لم يلمسوا استعدادًا إيرانياً لتقديم تنازلات جديدة في ملفها النووي، ما يجعل إمكانية التوصل إلى اختراق دبلوماسي أمرًا معقدًا في الوقت الحالي.

ويأتي هذا التحرك الإيراني وسط حالة من الغموض السياسي والتوتر العسكري غير المسبوق، حيث تتبادل طهران وتل أبيب الضربات، في ظل ترقب عالمي لأي إشارة تهدئة وبينما تلوّح طهران بالمرونة المشروطة، يبقى القرار النهائي بيد طرفين يملكان حسابات معقدة، وتحكمهما معادلة “الردع أو الانفجار”.

اترك رد

عاجل