
حرية برس:
حذرت لجنة التحقيق الأممية المستقلة بشأن سوريا من أن تصاعد أعمال العنف والتدخل الإسرائيلي في البلاد، يهددان بمزيد من زعزعة الاستقرار.
وجاء ذلك في بيان للجنة أمس الجمعة، أعربت فيه عن قلقها إزاء “تصاعد أعمال العنف والاشتباكات المميتة ذات الأبعاد الطائفية في الآونة قرب دمشق”، وتأثيره في المسار السوري لتحقيق السلام المستدام.
وأوضحت اللجنة بوجود تقارير تفيد بمقتل أكثر من 100 شخص في الاشتباكات، بما في ذلك عدد من المدنيين في القتال الذي امتد أيضاً إلى محافظة السويداء.
وأشارت إلى تزايد “خطر تفاقم التشرذم وإلحاق الضرر بالمدنيين بسبب استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية في جميع أنحاء الأراضي السورية”.
وأوضح البيان أن “انتشار التحريض التمييزي وخطاب الكراهية، بما في ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يؤجج العنف ويهدد التماسك الاجتماعي الهش في سوريا”.
وحثت اللجنة جميع الأطراف المعنية في التصعيد الحالي على “وقف الأعمال العدائية فوراً والسعي بجميع السبل المتاحة إلى وقف التصعيد والتحاور”.
وشددت في بيانها على ضرورة “يجب “إيلاء الأولوية لحماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية ومنع المزيد من النزوح”.
وأكدت أن “الغارات الجوية الإسرائيلية والتهديدات بمزيد من التدخل العسكري مع الاستمرار في توسيع احتلال إسرائيل للجولان السوري، فضلاً عن محاولاتها لتقسيم مختلف المجتمعات السورية، تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا”.
وأشار البيان إلى أن تاريخ سوريا الحديث يجب أن يكون “بمثابة تذكير بأن التدخلات الخارجية غالباً ما أدت إلى زيادة العنف والنزوح والتشرذم”.
كما حمل البيان الحكومة المؤقتة مسؤولية حماية جميع المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ونوه إلى أن “الإفلات من العقاب عن الانتهاكات الجسيمة في الماضي كان محركاً ثابتاً للنزاع في سوريا ويجب عدم السماح باستمراره”، مضيفاً أنه “لا يمكن لسوريا أن تبدأ في إعادة بناء الثقة بين مجتمعاتها المنقسمة إلا من خلال دعم سيادة القانون وضمان العدالة والمساءلة والتعويضات للضحايا وعائلاتهم”.
مشدداً على ضرورة إجراء تحقيقات “فورية وحايدة وشفافة ومسقلة” في كافة الانتهاكات، ومحاسبة مرتكبيها.
ويأتي هذا البيان عقب الأحداث التي جرت مؤخراً في جرمانا وصحنايا بريف دمشق، حيث اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة على خلفية انتشار تسجيل صوتي نُسب إلى أحد مشايخ الدروز يتضمن إساءة إلى النبي محمد (ص) وهو ماتم نفيه لاحقاً، حيث أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأمن العام والمجموعات المسلحة، إضافة إلى عدد من المدنيين.