نحو سوريا جديدة.. خطاب الرئيس الشرع يفتح صفحة أمل بعد التحرير

لجين مليحان31 يناير 2025آخر تحديث :
نحو سوريا جديدة.. خطاب الرئيس الشرع يفتح صفحة أمل بعد التحرير

في خطاب مفعم بالأمل والعزيمة، وقف الرئيس السوري أحمد الشرع أمام الشعب السوري ليعلن بدء فصل جديد في تاريخ البلاد. جاء الخطاب بعد 54 يومًا من تحرير سوريا من نظام وصفه الرئيس بالاستبدادي، والذي جثم على صدر الشعب لعقود طويلة. بقلب ملؤه الإيمان بالتضحيات التي قدمها السوريون، وجه الرئيس الشرع رسالة إلى كل فرد في الوطن، من النازحين في المخيمات إلى عائلات الشهداء والمفقودين إلى اللإجئين خارج البلاد، مؤكدًا أن التحرير كان ثمرة نضال جماعي لم يتوقف رغم الصعاب.

تحرير سوريا: ثمرة تضحيات لا تُنسى

بدأ الرئيس الشرع خطابه باستحضار تضحيات الشعب السوري، مشيرًا إلى أن التحرير لم يكن ليتحقق لولا دماء الشهداء ومعاناة المعتقلين والمعذبين في سجون النظام السابق. وتحدث عن دور الناشطين والثوار الذين كرسوا حياتهم للنضال من أجل سوريا حرة، مؤكدًا أن انتصارهم كان انتصارًا للإرادة الشعبية التي رفضت الاستبداد والظلم والإجرام.

مرحلة انتقالية: نحو شرعية جديدة

أعلن الرئيس عن تسلمه مسؤولية البلاد بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين، مؤكدًا أن العملية السياسية ستسير وفق الأعراف القانونية لضمان شرعيتها. ووصف هذه المرحلة بأنها “مرحلة انتقالية” تتطلب مشاركة حقيقية من جميع السوريين، داخل البلاد وخارجها، لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة.

حكومة انتقالية شاملة ومؤسسات قوية

كشف الرئيس عن خطته لتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا، مع التركيز على إشراك النساء والشباب في عملية البناء. كما أعلن عن تشكيل لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر، يملأ الفراغ السياسي خلال المرحلة الانتقالية. وأكد أن هذه الخطوات ستؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة، تمهد لإعلان دستوري جديد يكون المرجعية القانونية للبلاد.

أولويات المرحلة القادمة: السلم الأهلي والعدالة

حدد الرئيس أولويات المرحلة القادمة، والتي تشمل تحقيق السلم الأهلي وملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري. وأكد أن العدالة الانتقالية ستكون حقيقية، مع ضمان محاسبة كل من تورط في انتهاكات حقوق الإنسان. كما تحدث عن أهمية إعادة توحيد الأراضي السورية تحت سلطة واحدة، وبناء مؤسسات دولة قوية تقوم على الكفاءة والعدل، بعيدًا عن الفساد والمحسوبية.

اقتصاد قوي ومستقبل مزدهر

لم يغفل الرئيس عن التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، مؤكدًا أن إعادة بناء الاقتصاد ستكون في صلب أولويات الحكومة الجديدة. ووعد بتوفير فرص عمل كريمة وتحسين الظروف المعيشية، مع استعادة الخدمات الأساسية التي افتقدها الشعب خلال سنوات الحرب.

دعوة للأمل والمشاركة

اختتم الرئيس خطابه بدعوة جميع السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد، يحكم بالعدل والشورى. وأكد أن سوريا ستكون منارة للعلم والتقدم، وملاذًا للأمن والاستقرار. “سنصنع سوريا المستقبل، سوريا الرخاء والتقدم والازدهار”، قال الرئيس، مشددًا على أن بناء الوطن مسؤولية الجميع.

خطاب يعيد الأمل

خطاب الرئيس أحمد الشرع لم يكن مجرد كلمات، بل كان رسالة أمل لشعب عانى طويلًا. بخطوات واضحة ورؤية طموحة، يبدو أن سوريا تقف على أعتاب مرحلة جديدة، حيث العدل والوحدة والازدهار هي الأسس التي ستقوم عليها الدولة الجديدة. ومع مشاركة الجميع، قد تكون هذه بداية لسوريا جديدة، تليق بتضحيات أبنائها.

اترك رد

عاجل