في أول خطاب له.. الشرع يرسم خارطة طريق نحو سورية الجديدة

الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة

فريق التحرير31 يناير 2025آخر تحديث :
الرئيس السوري أحمد الشرع خلال أول خطاب له

حرية برس:

وجّه الرئيس أحمد الشرع، يوم الخميس، خطاباً إلى الشعب السوري، أكد فيه العمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة ولجنة تحضيرية لمؤتمر حوار وطني، وتحقيق عدالة انتقالية.

واستهل الشرع خطابه متوجهاً إلى السوريين والسوريات ممن “يعيشون في مخيمات التهجير، إلى النازحين واللاجئين، إلى الجرحى والمصابين، إلى عائلات الشهداء والمفقودين، إلى الناشطين الثوار الذين كرسوا حياتهم للنضال من أجل سوريا الحرة”.

وقال “بعد أربعة وخمسين يوماً من تحررنا جميعاً؛ تحرر سوريا من قيود نظام مجرم جثم على صدورنا لعقود، أربعة وخمسون يوماً مرت على زوال أربعة وخمسين عاماً من أحلك أشكال الحكم الاستبدادي في تاريخ سوريا والعالم أجمع”.

وأضاف الشرع أن سوريا تحررت “بفضل الله أولاً، ثم بفضل كل إنسان ناضل في الداخل والخارج، كل إنسان ضحى بروحه ودمه، ومنزله وماله، وأمنه وأمانه. تحررت سوريا بالشهداء، والمعتقلين والمعتقلات، والمعذبين والمعذبات، والمفقودين والمفقودات، وجميع أمهاتهم الثكالى وأهلهم المكلومين، بسبب تضحياتهم وتضحياتكم جميعاً أقف هنا اليوم، لنفتح معاً فصلاً جديداً في تاريخ بلدنا الحبيب”.

وأشار إلى أن هذا النصر انطلق من “حناجر المتظاهرين وهتافات المحتجين في الساحات والميادين، انطلق من أنامل حمزة الخطيب وأهازيج المظاهرات، وآهات المعتقلين والمعذبين في أقبية تدمر وصيدنايا وفرع فلسطين، واستمر بتضحيات الثوار الذين حرروا أرض سوريا، رغم سنوات من عذابات الصواريخ والبراميل والكيماوي، فلم ينثنوا ولم ينكسروا”.

وأوضح الشرع أن تسلمه مسؤولية البلاد، جاء “بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية، ضمن الأعراف القانونية، وبما يمنحها الشرعية اللازمة”.

ونوه إلى أنه يخاطب الشعب السوري كحاكم بل كخادم لوطننا الجريح، مؤكداً على أنه سيسعى لتحقيق وحدة سوريا ونهضتها.

كما أكد على أن “هذه مرحلة انتقالية، وهي جزء من عملية سياسية تتطلب مشاركة حقيقية لكل السوريين والسوريات، في الداخل والخارج، لبناء مستقبلهم بحرية وكرامة، دون إقصاء أو تهميش”.

وتعهد الشرع بالعمل “على تشكيل حكومة انتقالية شاملة، تعبر عن تنوع سوريا برجالها ونسائها وشبابها، وتتولى العمل على بناء مؤسسات سوريا الجديدة حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة نزيهة”.

كما سيعلن عن “لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر يملأ هذا الفراغ في المرحلة الانتقالية”، بالإضافة إلى أنه سيعلن “في الأيام القادمة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي سيكون منصة مباشرة للمداولات والمشاورات واستماع مختلف وجهات النظر حول برنامجنا السياسي القادم”.

وقال الشرع إنه “بعد إتمام هذه الخطوات، سنعلن عن الإعلان الدستوري ليكون المرجع القانوني للمرحلة الانتقالية”.

وأكد أن من الأولويات التي سيتم التركيز عليها في المرحلة الانتقالية تتمثل بتحقيق “السلم الأهلي، وملاحقة المجرمين الذين ولغوا في الدم السوري، وارتكبوا بحقنا المجازر والجرائم، سواءً ممن اختبأوا داخل البلاد، أو فروا خارجها، عبر عدالة انتقالية حقيقية”، بالإضافة إلى “إتمام وحدة الأراضي السورية؛ كل سوريا، وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة”.

ومن الأولويات التي سيتم التركيز عليها أيضاً “بناء مؤسسات قوية للدولة، تقوم على الكفاءة والعدل، لا فساد فيها ولا محسوبية ولا رشاوى”، و”إرساء دعائم اقتصاد قوي، يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية، ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة، لتحسين الظروف المعيشية، واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة”.

وفي ختام خطابه دعا الشرع “جميع السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد يحكم فيه بالعدل والشورى. معًا سنصنع سورية المستقبل، سورية منارة العلم والتقدم وملاذ الأمن والاستقرار، سورية الرخاء والتقدم والازدهار، سورية التي تمد يدها بالسلام والاحترام، ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم مزدهر آمن مطمئن بإذن الله”.

اترك رد

عاجل