دعا الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، المواطنين العائدين لبلداتهم الحدودية في الجنوب عقب وقف إطلاق النار إلى عدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين أعلن جيش الاحتلال اعتقال 4 أشخاص بزعم انتمائهم لمليشيا حزب الله.
وبرعاية أمريكية فرنسية، بدأ في الرابعة من فجر اليوم الأربعاء بتوقيت بيروت سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي و مليشيا حزب الله، أنهى 14 شهرا من معارك هي الأعنف بين الجانبين منذ حرب تموز/يوليو 2006.
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان، إنها “تدعو المواطنين العائدين إلى القرى والبلدات الحدودية في الجنوب، بخاصة في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها قوات العدو الإسرائيلي”.
وأضافت أن هذه الدعوة تأتي “حفاظا على سلامتهم، لا سيما أنهم قد يتعرضون لإطلاق نار من القوات المعادية”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي هدد سكّان جنوب لبنان، محذرًا إياهم من الانتقال جنوبًا نحو القرى الّتي طلب الجيش الإسرائيليّ إخلاءها أو نحو قواته في المنطقة، قائلاً: “كل تحرك نحو هذه المناطق يعرضكم للخطر”.
يأتي ذلك بعد وقت قصير من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 4 أشخاص “اقتربوا” من قواته جنوب لبنان، قبل أن يدعي مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في بيان، إنهم ينتمون لمليشيا “حزب الله” وإن “بينهم قائد محلي”.
ومن أبرز بنود اتفاق الاحتلال الإسرائيلي ولبنان على وقف إطلاق النار، انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوما، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وستكون القوات اللبنانية الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، فيما “لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس”.
وحتى الساعة، لا تتوفر تفاصيل رسمية بشأن آليات تنفيذ بنود الاتفاق، الذي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان الوفاء بها.
كما لم يصدر تعليق من مليشيا حزب الله بشأن الاتفاق، لكن الحزب ملتزم فعليا به؛ حيث لم يشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية منذ سريانه.
وأسفرت حرب الاحتلال الإسرائيلي على مليشيا حزب الله وغاراته على مناطق مختلفة في لبنان عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
في المقابل، قُتل 124 إسرائيليا بينهم 79 جنديا، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير كامل في شمال إسرائيل بفعل نيران مليشيا حزب الله منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، وفق القناة “12” وصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريتين.
فيما دوت صفارات الإنذار، حسب إذاعة الجيش، 22 ألفا و715 مرة في مناطق الاحتلال الإسرائيلي بفلسطين المحتلة جراء هجمات مليشيا حزب الله، منها 16 ألفا و198 إنذارا بسبب القصف الصاروخي، و6 آلاف و517 إنذارا نتيجة الطائرات المسيرة.