حرية برس – وكالات:
كشفت منظمة العفو الدولية، في تقرير نُشر اليوم الثلاثاء، عن تعرض محتجزين في مركز “الجدعة” للتأهيل المجتمعي شمال العراق لانتهاكات جسيمة، تشمل التعذيب والإخفاء القسري، بعد إعادتهم من سوريا.
وذكرت المنظمة أن التحقيقات أظهرت أن المحتجزين، الذين يشملون نساءً وأطفالًا عادوا من مخيم “الهول” في الحسكة الذي تديره مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، يواجهون أوضاعًا صعبة في المركز الذي يُفترض أن يكون مكانًا للتأهيل وتهيئة العودة إلى المجتمع، لا للاحتجاز أو المعاملة القاسية.
ومخيم الهول هو أحد أبرز مراكز الاحتجاز في سوريا ويخضع لسيطرة مليشيا قوات سورية الديمقراطية التي يهيمن عليها مقاتلون أكراد، ويحتجز فيه الآلاف من أفراد عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وبحسب التقرير، فإن بعض المحتجزين تعرضوا للتعذيب والمعاملة السيئة منذ نقلهم إلى المركز، كما أبلغت أسر المحتجزين عن عدم معرفة أماكن تواجدهم أو حالتهم الصحية لفترات طويلة، ما يُعدّ من صور الإخفاء القسري.
وقد وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، الوضع بأنه “مروع”، مشددة على ضرورة وقف هذه الممارسات التي تتنافى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان. وأضافت كالامار: “من غير المقبول أن يعود هؤلاء العراقيون إلى وطنهم بعد سنوات من المعاناة في مخيمات الاحتجاز ليجدوا أنفسهم أمام معاملة غير إنسانية أخرى”.
وأكدت المنظمة على ضرورة اتخاذ السلطات العراقية خطوات فورية لحماية حقوق المحتجزين وفتح تحقيقات شفافة لمحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات. كما شددت على أهمية توفير بيئة ملائمة وآمنة في المركز لمساعدة العائدين على إعادة الاندماج بشكل حقيقي دون التعرض للانتهاكات أو المضايقات.
يُذكر أن مركز الجدعة، الذي تأسس في 2021، أُنشئ لتأهيل العائلات العائدة من سوريا، وخاصة من مخيم “الهول”، بهدف تسهيل اندماجهم في المجتمع العراقي، ويخضع لإشراف وزارة الهجرة بدعم من منظمات دولية.
Sorry Comments are closed