أحمد صبره – حرية برس
تعتبر مدينة التل أولى المناطق المنتفضة نصرةً لدرعا في الريف الدمشقي، في الخامس والعشرين من آذار عام 2011 خرجت معلنةً انتمائها للثورة وصارخةً الصوت عالياً بالروح بالدم نفديك يا درعا.
حقد نظام الأسد على أهلها وعلى من حمل السلاح للدفاع عن نفسه ، دفعه للقيام بعملية عسكرية وحشية استمرت حوالي 8 أيام قتل من خلالها أكثر 300 مدني ممن بقوا داخل التل دون معرفة آرائهم السياسية، حكم عليهم ميدانياً بالتعذيب حتى الموت ثم تم حرق جثثهم، استفاقت بعدها المدينة من جديد رافضةً الذل معلنةً استعصائها وتمردها على الحقد الطائفي الذي صنعته مليشيات النظام ولتعود حرة دون إراقة للدماء بعد تسلل مقاتليها للداخل واعلان السيطرة عليها بالكامل.
كرس النظام السوري كل قدراته المخابراتية لتحييد التل وإبعادها عن الثورة عبر تحويلها لملاذ أمن ، كما سمح بدخول جميع الفارين من المناطق المشتعلة إليها حتى بلغ عدد سكانها المليون نسمة ، الأمر الذي غير مسار الدعم المخصص لها من دعم الثورة الى دعم إغاثي للوافدين واستنزاف ثرواتها وخيراتها للعمل الانساني وتحييد الثورة كلياً. فقد فضل معظم أهالي التل في الخارج تقديم العون للشعب على من دعم السلاح للفصائل داخل التل، مما أدى الى ترك الفصائل دون دعم فلجأ البعض منهم لأساليب لا علاقة لها بالثورة ولا بالثوار كالخطف والسلب والقتل والتعذيب، الذي لم يكن يوماً من أهداف ثورة الكرامة .
بدأ النظام يعزف على وتر ضعف نفس البعض حيث انتشرت الاغتيالات في المنطقة ،وكان أبرزها اغتيال الناشط الحقوقي البارز “بسام البصلة” ، لتطال فيما بعد أبرز القادات وتستمر باتجاه الجميع دن استثناء، كما استطاع من خلال اختراق تسليم إحدى الثائرات “لمى الباشا” المجهولة المصير حالياً، ليتفاجأ الأهالي بعدها بظهور تنظيم الدولة بشكل علني ولتكون التل فريدة ً من نوعها بفصائلها المعارضة، حيث بقيت تحت حماية تنظيم الدولة, جبهة النصرة, الجيش الحر ولجان المصالحة الوطنية, قبل أن تعلن جبهة النصرة و الجيش الحر الحرب على التنظيم أو تسليم سلاحه الأمر الذي رفضه الأخير، لتشتعل الحرب مجدداً وتقطف رؤوس أهالي المدينة سواء كانوا حاملين للسلاح أو مدنيين. استمرت الاشتباكات بضعة أيام وأعلنت النصرة والجيش الحر انتصارهم بحملتهم للقضاء على التنظيم بشكل كلي لتبقى التل تحت سيطرة جبهة النصرة والجيش الحر ولجان المصالحة الوطنية التي قدمت خدماتها للشعب دون حمل السلاح ضد أي فصيل عسكري وساهمت بإدخال المواد الغذائية وتحسين الوضع المعيشي للمواطن السوري داخل التل, وصولاً إلى المرحلة الأخيرة التي هي الآن على طاولة المفاوضات بشكلٍ سري غير معلن عنه حتى البدء بتنفيذه. ويبقى السؤال الذي لم تجد الفصائل او المصالحة او النظام له أي اجابة “ما هو مصير الاهالي القابعين داخل التل، وما مصير أكثر من 200 ألف مطلوب ومتخلف عن الخدمة الالزامية” ؟.
عذراً التعليقات مغلقة