حرية برس:
طالب مجلس الأمن الدولي بتسريع حملات التطعيم ضد شلل الأطفال لتفادي كارثة إنسانية جديدة، كما أدان إطلاق الرصاص على موظفي الإغاثة الأمميين.
وجاء ذلك في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن أمس الخميس، حول “الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”.
وقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية “جويس مسويا” إن “ما شهدناه على مدى الأشهر الـ 11 الماضية ــ وما زلنا نشهده ــ يثير التساؤلات حول التزام العالم بالنظام القانوني الدولي الذي صُمم لمنع هذه المآسي. وهو يفرض علينا أن نسأل: ما الذي حل بحسنا الأساسي بالإنسانية؟”.
وأضافت: “لا يمكننا التخطيط لأكثر من 24 ساعة مقدما لأننا نكافح لمعرفة الإمدادات التي سنحصل عليها، ومتى سنحصل عليها أو أين سنتمكن من تسليمها. إن حياة 2.1 مليون إنسان لا يمكن أن تعتمد على الحظ والأمل وحدهما”.
وتابعت “من دواعي الارتياح أن نسمع هذا الصباح أنه في أعقاب دعوات من الأمم المتحدة والدول الأعضاء، أصدر الجيش الإسرائيلي إلغاء لأوامر إخلاء لثلاث كتل في الأحياء الجنوبية من دير البلح. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء أوامر الإخلاء منذ بدء الصراع”.
وشددت مسويا على ضرورة “مواجهة هذه المعاناة الإنسانية غير المقبولة، فإننا في حاجة إلى أن يتحرك مجلس الأمن، وجميع الدول الأعضاء. إن هذا الأمر يصبح أكثر إلحاحا مع تصاعد التوترات بشكل خطير في أجزاء أخرى من الأرض الفلسطينية المحتلة والمنطقة”.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية “مايك رايان” أمام المجلس إن تفشي شلل الأطفال في غزة هو “تذكير صارخ بمدى سرعة ظهور الأمراض المعدية في المناطق التي تتعرض فيها الأنظمة الصحية للخطر”، مضيفاً “بينما تظل قدراتنا الجماعية على منعها واكتشافها والاستجابة لها معوقة”.
ونوه إلى أنه “بينما تدهور النظام الصحي بشكل كبير، لا يزال يتم الإبلاغ عن الهجمات على الرعاية الصحية”، مشيراً إلى 492 هجوما أسفر عن مقتل 747 شخصا وإصابة 969 آخرين في غزة، وأكثر من 520 هجوما أسفر عن مقتل 23 شخصا وإصابة 100 آخرين في الضفة الغربية.
وشدد رايان على ضرورة تكرار “الالتزام بوقف انتشار شلل الأطفال في مواجهة كل المخاطر الصحية العامة”، داعياً المجتمع الدولي لتأمين “فترات توقف إنسانية” وسرعة تنفيذ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال و”تسليم المساعدات على نطاق أوسع كثيرا، وبسرعة أكبر، ودون أي عوائق”.
ولفت إلى “أن الفشل في التحرك من شأنه أن يخلف عواقب كارثية ليس فقط على أطفال غزة، بل وعلى سكان المنطقة والعالم”.
من جهته، قال نائب المندوبة الامريكية لدى مجلس الأمن الدولي “روبرت وود” “نحث إسرائيل على التوقف عن إصدار أوامر الإخلاء أثناء حملة التطعيم. إن حياة الأطفال تعتمد على نجاحها”.
كما أعرب عن قلقه إزاء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص على موظفي الإغاثة الأمميين، مشدداً على ضرورة عدم تكرار ذلك.
كما تناولت الجلسة تدهور الوضع في الضفة الغربية مع استمرار العمليات العسكرية، وعرقلة الجهود الإنسانية والرعاية الصحية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد 40602 معظمهم من الأطفال وإصابة 93855 منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفقاً لإحصائية وزارة الصحة في غزة.
عذراً التعليقات مغلقة