تواصلت المعارك بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في جباليا وشرقي رفح، في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، انسحابه من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، مهددا بالعودة واستئناف العمليات العسكرية “إذا لزم الأمر”.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن الجيش انسحب من حي الزيتون بعد عملية عسكرية استمرت نحو أسبوع، مشيرة إلى أن القوات قد تعود وتستأنف عملياتها “إذا لزم الأمر”.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية انسحبت من حي الزيتون بمدينة غزة وسط إطلاق نيران الأسلحة الرشاشة تجاه منازل الفلسطينيين أثناء انسحابها، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية باجتيازها شارع 10 باتجاه الجنوب، وصولا إلى مواقع تمركز الجيش الإسرائيلي في محور نتساريم وسط القطاع.
والخميس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، بقيادة الفرقة 99 ومشاركة جهاز الأمن العام (الشاباك)، هي الثانية من نوعها منذ بدء حربه على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني جثامين 10 شهداء عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الزيتون، كما أسفر التوغل الإسرائيلي عن تهجير المئات من الفلسطينيين من الحي والأحياء المجاورة إلى مناطق غرب وشمال مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول، بأنّ انسحاب الجيش من الحي والمناطق المجاورة (حي الصبرة وتل الهوا) “كشف عن دمار واسع في منازل المواطنين والأراضي الزراعية بعد توغل دام نحو أسبوع”. وقالوا إنهم شاهدوا في شوارع حي الزيتون “سيارات مدمرة وعمارات ومربعات سكنية بالكامل تم نسفها، بالإضافة إلى آثار للذخيرة من الأسلحة الإسرائيلية”.
وسبق وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي في 21 فبراير/ شباط الماضي عملية عسكرية في حي الزيتون بزعم استهداف “بنية معادية تابعة لحركة حماس”، وسط نزوح مئات العائلات الفلسطينية جراء القصف الإسرائيلي.
وفي الأثناء، تواصلت المعارك البرية العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خصوصاً في محوري شرق مخيم جباليا (شمال)، وشرق رفح (جنوب).
وشنّ طيران الاحتلال غارات على منازل المدنيين وعلى عيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، موقعاً مزيداً من الشهداء والجرحى، مع دخول الحرب يومها الـ222.
وتفيد الأنباء الواردة من جباليا بأن مقاومة المخيم تخوض معارك هي الأعنف منذ بدء الحرب على غزة، إذ تحاول دبابات الاحتلال التوغل في العمق من عدة محاور وسط مقاومة شديدة، حيث أعلنت كتائب القسام، أنها استهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع “D9” بقذيفة “الياسين 105” على مفترق الترنس في مخيم جباليا.
وفي رفح تتصدى فصائل المقاومة لتقدم آليات الاحتلال باتجاه وسط المدينة، وبثّت كتائب القسّام مشاهد أظهرت استهداف آليات الاحتلال من مسافة صفر في شرق رفح.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبت تل أبيب بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
Sorry Comments are closed