استهدف 14 صاروخا أُطلقت من لبنان، مساء الثلاثاء، مدينة نهاريا ومستوطنات في الجليل الغربي شمالي فلسطين المحتلة، في حين واصلت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، تعليق عمل دورياتها عن منطقة عملياتها، لليوم الثالث على التوالي.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن دفاعات جيش الاحتلال اعترضت صاروخين، وسقطت 7 في مناطق مفتوحة، دون تحديد مصير بقية الصواريخ.
وللمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دوت صفارات الإنذار في نهاريا في وقت سابق الليلة، وفق الصحيفة.
وذكرت نجمة داود الحمراء (هيئة الإسعاف الإسرائيلية)، عبر بيان، أنه “في هذه المرحلة لا توجد تقارير عن وقوع إصابات”.
فيما قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي رد بقصف مصادر إطلاق الصواريخ في جنوبي لبنان.
وعلى الجانب اللبناني، قالت مليشيا “حزب الله”، في بيان، إن عناصرها ”استهدفوا مستعمرة (مستوطنة) غشر هازيف القريبة من نهاريا براجمة من صواريخ الكاتيوشا”.
وأضاف بيان “حزب الله” أن القصف جاء “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى (اللبنانية) الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وآخرها على بلدة يارين”.
وبعد ظهر الثلاثاء، قُتلت المواطنة علياء عبد الكريم باستهداف مُسيَّرة إسرائيلية لها، أثناء عودتها من عملها في أحد بساتين بلدة يارين الحدودية سيراً على الأقدام، حسبما أفاد مراسلون محليون في المنطقة الحدودية.
وتتبادل مليشيا “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا يوميا مقتطعا، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى، معظمهم في لبنان.
اليونيفيل تواصل تعليق عمل دورياتها في جنوب لبنان
غابت دوريات قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، عن منطقة عملياتها، لليوم الثالث على التوالي، بعد تعرض دورية من «المراقبين الدوليين» (أندوف) إلى اعتداء أسفر عن إصابة 3 جنود، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، بأن دوريات «اليونيفيل» ودوريات «مراقبي الهدنة» توقفت عن الخروج من مراكزها منذ استهدافها يوم السبت الماضي.
وأصيب 3 مراقبين عسكريين تابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، ومترجم لبناني، بجروح صباح السبت، أثناء قيامهم بدورية راجلة على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، وذلك عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم. وأفادت «اليونيفيل» في بيان بأنه تم إجلاء المصابين لتلقي العلاج الطبي، وتعهدت بإجراء تحقيقاتها لتحديد ملابسات الحادث، بينما اتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل بالاعتداء عليهم.
وكانت «اليونيفيل» تنفّذ يومياً أكثر من 400 دورية قبل بدء الحرب في جنوب لبنان، وتقلصت إلى حدود معينة في ظل التصعيد الآخذ بالتوسع بين مليشيا «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما جعل بعض المناطق الحدودية المحاذية للشريط الحدودي بمثابة مناطق محظورة نارياً على السكان المدنيين.
وتقع قواعد «اليونيفيل» على بعد كيلومترات قليلة من الشريط الحدودي، وفي بعض الأحيان تبعُد أمتاراً قليلة من الخط الأزرق. وتنشر القوات الأممية نحو 10 آلاف جندي في 50 موقعاً على الأقل بالجنوب.
ولطالما حذرت «اليونيفيل» في مرات سابقة من ازدياد التصعيد الذي وصل إلى مقرات البعثة الدولية العاملة في الجنوب. فقد تعرضت قوات «اليونيفيل» لهجمات عدة خلال الأشهر الستة الماضية، وأصيب 3 من قوات حماية السلام في الماضي، كما تعرضت قواعدها للقصف أكثر من مرة. وبالتالي، فإن هذا الحادث ليس الأول من نوعه.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة مستمرة أودت بحياة عشرات الأطفال، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثول تل أبيب للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
عذراً التعليقات مغلقة